ينتظر أن تسفر الطريقة الجديدة غير المكلفة في صنع المواد النانومترية على نطاق واسع عن صيغ جديدة من المواد المتطورة التي تمهد الطريق أمام خواص بصرية استثنائية وغير متوقعة ..
وتوفر الطريقة الجديدة - التي أطلق عليها اسم "التشكيل اللين" - عدداً من الفوائد التي تشمل التوسع في عمليات التصنيع لإنتاج الأجهزة بكميات تجارية .
وأطلق الباحثون - من (جامعة نورث ويست) الأمريكية - على المواد التي أجريت الأبحاث عليها اسم (المواد البلازمية الخارقة - plasmonic metamaterials) نظراً لخواصها الفيزيائية الفريدة .. الناتجة أصلا عن الشكل والبنية وليس فقط عن التشكل المادي لها ..
ومن الأمثلة الموجودة في الطبيعة على هذه المواد الخارقة : ريش الطاووس وجناح الفراشة .. التي تغري صيغ التلون البهيج فيها إلى تنوعات بنيوية على مستوى مئات النانومترات ؛ وهو ما يتسبب في عكسها أو امتصاصها للضوء .
وقد نجحت تيري أودوم - أستاذة الكيمياء في الجامعة المذكورة - مع فريق البحث في صنع شرائط ذهبية بعدد لا حصر له من الصيغ الدائرية بقطر لا يتجاوز مائة نانومتر - أي أصغر ما بين 500 و1000 مرة من قطر شعرة الآدمي - ..
وقد بدت هذه الشرائط عند تكبيرها شبيهة بالجبن المبشور .. إلا أنها أكثر تنظيماً ويمكن نشرها لمسافات شاسعة .
وعند إعادة تشكيل هذه الشرائط ضمن تراكيب أوسع تظهر سلوكاً مختلفاً جذرياً فيما يتعلق بناقليتها للضوء مقارنة مع شكلها الأول ، كما أنه يمكن تغيير خاصية تحويل الضوء بصرياً من خلالها بواسطة تغيير هندسة التشكل بدلاً من الحاجة إلى إعداد مواد بديلة ؛ وهو ما يجعلها مرغوبة جداً بسبب سهولة تغيير سلوكها حسب الحاجة .
وتعتبر هذه المواد أفضل من سابقاتها لجهة استخدامها في المجسات ؛ حيث تفتح المجال واسعاً أمام استخدام مصادر الضوء الصغيرة جداً ، يضاف إلى ذلك إمكانية استخدامها كمنصات لصنع هياكل منظمة أو استنساخها بفضل درجة انضباطها العالية .
المصدر :
باب للأخبار
30/10/2007