بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الرازي العزيز ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكرك – بدايةً – على المقال الذي حمل قدراً كبيراً من الفائدة، غير أنه مع ذلك حوى بعضاً من الأخطاء الهيِّنة التي أحسب أن الإشارة إليها تزيد من بهاء المقال ودقَّته.
بدأت مقالك بعبارة: «الطاقة النووية أو الطاقة الذرية» معتبراً أن المصطلحين متكافئان في دلالتهما على مسمىً واحد، والحقيقة أن هذا خطأٌ يقع فيه كثيرون إذ يسمون الطاقة النووية بالطاقة الذرية، وهما مختلفتان. فالطاقة الذرية تتأتى من التفاعلات الذرية أي التي تتم بين الذرات وتشمل جميع التفاعلات الكيميائية. أما الطاقة النووية فهي التي تنتج عن التآثرات (التفاعلات المتبادلة) بين النوى، وأعتقد أن الأخيرة هي المقصودة في مقالك.
بعد ذلك عرَّفت الذرة بأنها: «هي أصغر الجسيمات التي يمكن أن يتفتت إليها أي شيء كان» وفي هذا القول خلطٌ لعددٍ من المفاهيم، فالذرة أولاً ليست جسيماً Particle بل إنها تتكون من الجسيمات Molecule، كما أن أصغر شدفةٍ (أي جزءٍ يتفتت إليه أي شيءٍ كان) هو الجزيء الذي يتكون من عدة ذرات وقد يتألف من ذرةٍ واحدة، وعليه فالمادة بشكلٍ عام تتألف من جزيئات في حين أن العناصر فقط تتكون من ذرات. وعدد العناصر محدود في الطبيعة؛ إذ يتجاوز المئة بقليل، على حين أن المواد المختلفة الموجودة في الكون لا يمكن حصر عددها.
ورد في آخر المقال عبارة: «هناك أنواع معينة من الذرات الناتجة أثناء الانشطار النووي تساعد الأطباء في تشخيص (التعرف على) الأمراض ومكافحتها. تسمى هذه الذرات النظائر المشعة، وهي ذات استخدامات أخرى كثيرة في الصناعة والزراعة». وبغض النظر عن الاستخدام المتكرر للهاء بدلاً من التاء المربوطة (مثل صناعه بدلاً من صناعة وهكذا) فقد أوحت العبارة أن النظائر المشعة لا تتكون إلى أثناء الانشطار النووي، ولعل هذا الكلام غير دقيق؛ ذلك أن قذف أية مادة بقذيفةٍ مثل البروتونات أو النوترونات .. يمكن أن يجعلها مشعةً، ولا يكاد يوجد عنصرٌ في الطبيعة إلا وله عدِّة نظائر، بعضها مشع والآخر غير ذلك. بقي أن أشير إلى أن كلمة نظير Isotope تعني أن النواتين تحويان العدد نفسه من البروتونات (أي العدد الذري Z) ولكنهما تختلفان بعدد النوترونات، وبالتالي بالعدد الكتلي A.
أرجو أن أكون قد قدَّمت شيئاً مفيداً ..
أحمد ميمون الشاذلي