عزيزتي غدير ..كلمات فوق المعاني من أروع وأصدق وأعذب ماقرأت في حياتي ... لم يعد هناك صاحب حقيقي ... لم يعد هناك خل وفي ... وهذه ليست كلمات أرددها لأني أعتدت على سماعها ..بل هي حقيقة مؤلمة أنا بنفسي عشتها وأثبتتها لي التجارب المريرة .. كان لي صديقات رأيت منهن المحبة والوفاء رأيت الصدق في نظراتهن ..لمست الحنان في كلماتهن ...شهدت التضحية في تصرفاتهن ... عشت الوهم الحقيقي بكل صوره معهن .. تخيلي عزيزتي أن تكوني وصلت لهذه المرحلة في تفكيرك .. أن تري الخطأ صواب أن تري الظلام الحلك نور ٌ صافي يبهرك صفاءه .. هذا أنا وصلت لمرحة جدا متقدمة مع صويحباتي العتيدات سرت معصوبة العينان وراء خدعة كبيـــــــــــــــرة , خدعة عظيـــــــــــــــمة أسمها الصاحب الحقيقي ...الى أن حانت لحظة النهاية .. تخيلي أحداهن انسحبت من حياتي فجأة وبدون مقدمات وبدون أسباب ..فارقتني ... هجرتني ... باعتني ... << كما يحلو لك أختاري التسمية المناسبة >> قمة الغدر ..قمة الخيانة ...رحلت تاركة ً لي الحسرات والآلام ...مع اننا كنا في نفس المكان أي لم تفرقنا الظروف ولكن هي التي أختارت أن تضع النهاية ... غاليتي قصتي هذه مر عليها قرابة الثلاث سنوات لكن أقسم بالله مازلت تحت تأثير هذه العلاقة التي ندمت عليها بعدد شعر رأسي .. وقتها حاولت الكثير من الصديقات إصلاح الأمور بيننا ..لكن رفضت صديقتي الخائنة أي محاولة وكأنها تطلب منهن أن آتي أنا للصلح ...كان قلبي يتلهف للذهاب لها على الرغم من الجراح التي تسببت لي بها ... ولكن نفسي أبت الذهاب والخضوع فهي تخلت عني بلا أسباب ..فكيف لي أن أمد يدي لها من جديد ... عشت العذاب بعينه بين رغبتي بالقرب من صديقتي وبين الموقف الذي تأبى علي نفسي نسيانه .. الى الآن على الرغم من هذه السنوات مازال قلبي ينتفض اذا ذكر أسمها أمامي لم أستطع نسيانها ... ولكن في نفس الوقت لم أستطع مسامحتها على الألم الذي تسببت لي به ... قمة التناقضات موجودة في أعماقي وهي السبب ..
أما بقية صديقاتي فلم أفترق عنهن الا بعد انتهاء دراستي ...أو بالأصح هن من تغير علي ...تخيلي بعد سنوات طويلة من العشرة والصداقة والدراسة معا ً أكتشف أن علاقتنا كانت علاقة مصالح ومنافع أي كانت بعيدة كل البعد عن أسمى مشاعر الدنيا ..مشاعر الصداقة ...
أنا الآن أرفض وبشدة وجود مايسمى بالصداقة هذه أوهام يستحيل أن نراها بأعيننا ... فبعد تجاربي مع الصداقة أؤكد لك أن الجميع مخادعين ...فإذا كانت تلك الصديقات التي وثقت بهن وعاملتهن معاملة أخواتي لم يحضين بها قد أجدن تمثيل الدور علي وبإتقان وبعد انتهاء أغراضهن خلعن القناع المزيف الذي كان يخبئ أبشع الصفات ..الغدر , الخيانة , القسوة ......
" رحم الله الصـــــــــــــــــداقة "
آسفة جداً على الإطالة ...لكن موضوعك هو السبب ..فقد قلب علي جروحاً مازالت تدمـــــــــــــــي ...!!!!