عندما يزأرُ مكوكُ الفضاءِ في السماءِ ؛ يكونُ مزوَّدًا بقوةٍ ناتجةٍ عن جزيئاتٍ دقيقةٍ اندفعتْ من محركِ
الصاروخِ بسرعةِ 3536 متراً في الثانيةِ ، أوْ 12730 كم/ساعة . وقوةُ الدفعِ الهائلةُ هذه تكفي لرفعِ
المركبةِ ذاتِ وزنِ 2 مليونِ كيلو جرامٍ ، إلى مدارٍ يَبعُدُ عن سطحِ الأرضِ حوالي 480 كيلو متراً . ومصدرُ
هذه القوةِ هو احتراقُ الهيدروجينِ والأكسجينِ داخلَ محركاتِ المكوكِ الثلاثةِ ، وقوةُ دفعِ الصاروخِ بسببِ
سرعةِ وحجمِ غازاتِ العادمِ الناتجةِ عن حدوثِ عمليةِ الاحتراقِ في درجاتِ حرارةٍ عاليةٍ جدًّا . ومعظمُ غازاتِ
العادمِ هي بخارُ الماءِ . وكان يُستخدَمُ الكيروسينُ في الصواريخِ سابقاً ، ولكنَّ ناتجَ الاحتراقِ هو ثاني أكسيدِ
الكربونِ ، وهو أثقلُ من بخارِ الماءِ . ولمَّا كانت كميةُ حركةِ العادمِ هي حاصلُ ضربِ كتلتِهِ في سرعتِهِ ؛ فإنَّ
سرعةَ عادمِ الكيروسينِ تقِلُّ كثيراً عن سرعةِ عادمِ الهيدروجينِ .