وبعدها :
اتسم اليومان الأولان بعد الانطلاق بالهدوء وبدا أن كل شيء يعمل بشكل صحيح وفي يوم الاثنين الموافق 13 من نيسان ظهر رواد الفضاء الثلاثة على شاشة التلفزيون وتحدثوا عن رحلتهم وعرضوا على الناس ما بداخل سفينة الفضاء وشاهدهم الناس في جميع أنحاء العالم على شاشات التلفزيون ورأوا أن كل شيء يسير على ما يرام وقد عبر عن ذلك قائد الرواد قائلا: (لا توجد لدينا مشاكل إطلاقا ) بعد خمس دقائق فقط تغير كل هذا فقد سمع الرواد الثلاثة فرقعة وأحسوا بارتجاج سفينة الفضاء ثم رأوا ضوء التحذير . ولم يعرفوا حقيقة ما حدث ولكنهم أدركوا أن عطلا ما قد حدث وأبلغوا الرجال الذين يتابعون رحلتهم على الأرض بأن لديهم مشكلة وبدت المشكلة للوهلة الأولى غير خطرة وواصلت أبوللو13 طريقها إلى القمر ولم يعرف الرواد في السفينة ولا العلماء على الأرض أن انفجارا حدث في مؤخرة سفينة الفضاء فدمر أحد خزاني الأكسجين وكان انقطاع التيار الكهربائي بادرة لأول المتاعب داخل السفينة ففي أبوللو13 كانت ثمة ثلاثة خلايا وقود غلفانية تولد الكهرباء اللازمة للسفينة.
وعقب الفرقعة مباشرة توقفت خليتان عن العمل نهائيا أما الثالثة فظلت تعطي القليل من الكهرباء التي تتوقف عليها حياة الرجال. كانت أبوللو13 في حاجة إلى الكهرباء لتظل تعمل فإذا توقفت الكهرباء توقفت أجهزة الكمبيوتر التي تدير السفينة وعندئذ لن يستطيع الرجال تحديد مواقعهم أو الاتصال بالأرض ولن يحصلوا على الأكسجين اللازم للتنفس. واستطاع العلماء بعد خمس وأربعين دقيقة أن يتوصلوا إلى معرفة ما حدث لسفينة الفضاء ومن ثم قرروا أن أهم شيء هو عودة الرواد إلى الأرض سالمين وكانت أبوللو13 آنذاك تبعد عن الأرض حوالي 360000 كيلومتر و72000 كيلومتر عن القمر وكانت بذلك أبعد من أن تتمكن من أن تدور عائدة مباشرة إلى الأرض. وحتى القوة الكاملة للصاروخ الرئيسي لم تكن تكفي لعودة الرواد إلى الأرض سالمين فقد كان عليهم أن يدوروا حول القمر ثم يعودوا إلى الأرض وبذلك يصبحون في غير حاجة إلى قوة الصاروخ الرئيسي. غير أن الرحلة حول القمر قد تستغرق أربعة أيام ولم يكن المسؤولون على الأرض متأكدين من وجود ما يكفي من الكهرباء والهواء والماء للإبقاء على حياة الرواد الثلاثة طوال تلك المدة ولكن كانت ثمة بارقة أمل وحيدة هي قارب النجاة بالنسبة لهم؛ فعندما تغرق السفن في البحار فغالبا ما يكون ثمة قارب نجاة لدى البحارة لينزلوا فيه ويستخدمونه أحيانا للوصول إلى الشاطئ وفي أحيان أخرى يمكثون فيه حتى تصلهم النجدة. أما في حالة أبوللو13 فلن يأتي أحد لإنقاذهم ولم يكن أمامهم سوى أمل استخدام قارب العودة إلى الأرض.