وكانت أبوللو13 في ذلك الوقت قد اقتربت من أكثر المراحل في الرحلة خطورة فقد كانت تبعد عن الأرض مسافة 160000 كيلو متر وتسير بسرعة 6400 كيلومتر في الساعة. وكانت هذه السرعة تتزايد كل دقيقة. وقي أقل من سبع عشرة ساعة إذا ما سار كل شي سيرا صحيحا ستهبط سفينة الفضاء في مياه المحيط الهادي. وكان على الرجال الموجودين على سطح الأرض إرسال قوائم مطولة بالتعليمات لرواد الفضاء استغرقت قراءتها عليهم ثلاث ساعات على حين عملوا على تدوينها داخل سفينة الفضاء. وحاول الرواد بعد ذلك اخذ قسط من النوم فظلوا في سكون مدة ساعتين آو ثلاث غير آن البرد كما قال أحدهم كان رهيبا ولم يكن النوم عميقا.
وقبل موعد هبوطهم على سطح الماء بعشر ساعات تزايدت سرعة سفينة الفضاء وأصبحت حوالي 10000 كيلو متر في الساعة وكانت حينذاك على بعد يقل عن 100000 كيلو متر. وكان على الرواد في الساعات الخمس التالية العودة من سفينة القمر إلى السفينة الرئيسية ثم تنفصل سفينة القمر عن السفينة الرئيسية التي ستعود بمفردها إلى الأرض و كان للسفينة الريئسية فقط درع حراري يحميها ويحمي من بداخلها من الرواد. وعاد الرجال الثلاثة إلى السفينة الريئسية ثم أداروا الكمبيوتر الذي كان يعمل بصورة طبيعية. وبدأوا فورا في العمل وفق قائمة التعليمات، وأولها فصل الصاروخ الرئيسي عن سفينة الفضاء.
وبينما كان الصاروخ يدور بعيدا في الفضاء شاهد الرواد الشق الطويل في جانبه وبداخله الأسلاك المتقطعة والأجزاء المعدنية الملتوية. وعندئذ تحققوا مما أحدثه الانفجار من تلف جسيم، ووصفوا ما شاهدوه للرجال المتابعين على سطح الأرض الذي كان قريبا جدا منهم. وبدأ العلماء يقلقون على الدرع الحراري فإذا كان التلف قد أصابه بأي شكل فلن يستطيع أن يحمي سفينة الفضاء أو الرواد من الحرارة الشديدة خلال عودتهم إلى الأرض. بيد أنه لم يكن ثمة ما يستطيع أحد أن يعمله حيال ذلك لذا استمروا في اتخاذ الاستعدادات. وكانت الخطوة التالية فصل سفينة القمر عن السفينة الرئيسية فقد كانت سفينة القمر قارب النجاة بالنسبة لرواد الفضاء لمدة ثلاثة أيام تقريبا ولولاها للقوا حتفهم جميعا في الفضاء .