السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد قرأت هذه المقالة في وقتها ولم أشارك .... ومن أسباب عدم المشاركه( قلت في نفسي سأشارك في الموضوع بعد ما يهدأ رأيي) لكي أتجرد من العاطفة...
بالنسبة لموضوع الإبتعاث كما قرأت أن أغلبنا لا يعارضه كيفاً وإنما كماً...
وكما أن لأي شي ايجابيات وسلبيات فكذلك الإبتعاث... والإبتعاث بصفه عامه قائم من عهد الملك عبد العزيز رحمه الله اذ أنه في ذلك الوقت
كانت الإبتعاثات أغلبها لدولة مصر ولعدد قليل جدا جداً مقارنة بالوقت الحالي وبرامج الإبتعاث كثيره منها ماهو رسمي من الدولة (حكومي) كابتعاثات وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة ووزارة التريه والتعليم وغيرها
ومنها ماهو أهلي كالشركات الكبرى أرامكو وسابك وغيرها.
وكلاً من هذه البرامج له شروط معينه لابد أن تنطبق على الراغبين في الإبتعاث..
ولبداية الابتعاث قصه شيقه رواها المؤرخ عبد القدوس الأنصاري مؤسس مجلة المنهل مفادها أن 3 شبان رأوا أن البلد يحتاج الى تطور وخاصة في التعليم فأرسلوا خطاباً الى الملك عبد العزيز رحمه الله بخصوص
فتح المجال للدراسه في الخارج وكان الجواب الموافقه بإنشاء برامج الابتعاث ... وبعدها بسنوات شمل البرنامج دول اخرى غير مصر اسلاميه وشمل ايضا دولا اوربيه وامريكا وفي البرنامج الاخير شمل ايضا دولا
اسيويه كماليزيا وكوريا واليابان...
ربما السؤال المطروح في الموضوع يختص بالبرنامج المحدث في الاعوام القليلة الماضيه (برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي) لأن الابتعاثات الاخرى اقل عددا بكثير وافضل تنظيما ولا تتأتى بسهوله مطلقا...
قبل ان ابدي رأيي سأتطرق للايجابيات والسلبيات...
من ايجابيات الابتعاث:
-اكتساب المعارف والعلوم
-بناء الجسور بين الثقافات المختلفه
-تنمية الموارد البشريه
-التعريف بالاسلام وبالوطن
-اتقان اللغات الاجنبيه
-دعم برامج التعليم العالي
-القفز بعجلة التنميه الى الامام وغيرها من الفوائد..
السلبيات:
-قد يؤدي الابتعاث الى الافتتان بالغرب والولاء له وتقليده ونشر قيمهم وتصوراتهم من علمانيه ورأس ماليه وليبراليه...
-قد يؤدي الابتعاث الى الانحراف في العقيدة والاخلاق
-قد تتناول الدراسه في بعض التخصصات قضايا لا علاقة لها بالطالب وبعيده عن واقع بلاده ومشكلاته
-قد يفضل بعض المبتعثين العيش في بلد الابتعاث بسبب المغريات
-عدم ارتباط الابتعاث بحاجات التنميه حيث يتم الابتعاث للدراسه في تخصصات نظريه يمكن دراستها داخل الوطن
-للابتعاث اثار نفسيه واجتماعيه سلبيه وغيرها من السلبيات.
وبعد هذه المقدمة البسيطه يتضح ان الابتعاث شأنه شأن غيره امر نسبي له فوائد واضرار وإن نظم بتميز ففوائده اعلى وإن أهمل بتسيب فمضاره اقسى ولدينا أمثله كثيره على من عادوا بالنفع لانفسهم ولوطنهم
ونشروا الاسلام كذلك وساهموا ببناء المساجد والمراكز الاسلاميه وهناك ايضا من عادوا وبالا علينا وعادوا بأفكار أسوأ مما ذهبوا به..
جيد الى هنا المر واضح ويبقى السؤال هل أنت مع أو ضد ابتعاث طلاب الثانوية في تخصصات متوفرة لدينا وما أسبابك
للاجابه على السؤال بحذافيره فأنا ضد هذه الطريقه للابتعاث اذ ان هناك تخصصات من الهدر المالي والمعنوي ان نبتعث لها.. أما كون الطلاب ثانويه ففيه شئ من عدم الموافقه فأنا لا أوافق الا اذا كان اعداد الطلبه قليل
ومتميزين جدا وان يبتعثوا لدول سمعتها جيده وتقدر التعاون الدولي ( بالعربي غير امريكا) ولاسباب اخرى فأنا ضد ابتعاث طلاب الثانويه الا ان يكون هناك حاجه ماسه فعلا الاقل يكون اكثر جديه وتنظيماً وبأعداد أقل فأنا ارفض الابتعاث بهذا العدد الهائل واوافقه ان كان بعدد اقل ومنظم.
أما عن طلاب الماستر والدكتوراه فكذلك لابد ان يكون من باب البعض ينوب عن الكل وليس يبتعثون بكثرة هذا العدد.
أما عن أخطاء البرنامج الحالي فكوني احد المبتعثين في الطريق أعلم الاخطاء جيداً الا مافاتني فللمعلوميه في العام الماضي كان يشترط المعدل جيد جدا فما فوق اما الان فهو مفتوح حتى للمعدلات الجيده وبالواسطه
طبعاً لو مامعك شهاده اصلاً تقبل يعني لمن هب ودب وبهذه الطريقه سنبكي من مرارة هذه العشوائيه قريبا بعد عوده الافذاذ المثقفين.. وما خفي اعظم
الجميل في البرنامج انه يعملك ملتقيات يتجمع فيها الطلاب بحسب الدول المبتعث اليها ويعطون فيها تعليمات ويحفزون للدراسه ويهيأون نفسيا وقانونيا للدولة المبتعث اليها.... أما عن الطلاب الموجودين في الملتقيات
البعض منهم تفخر بأنه يحمل عبأ الغربه والهم والغم لكي يعود الى وطنه بالعلم النافع والبعض الاخر على قدر كبير من الاستهتار فالله المستعان..
أخيراً أنا مع تغير بعض التوجهات لبعض الدول فهناك دول لا تستحق أن يبتعث اليها احد حتى وان كانت متميزه اقصد أمريكا والمانيا وبريطانيا لما عانوه ويعانونه الطلاب منها
أما عن كون الملحقيات لاتهتم بالطلاب فهذا به شئ من عدم المصداقيه فهناك طلبه هداهم الله ان لم يتوفقوا للقبول في احدى الجامعات وضعوا اللوم على الملحقيه اما ان كان المقصود بالاهتمام التام فهذا اعتقد انه
فوق قدرة الملحقيات فأنظمة بعض الدول صعبه أو بالأصح غير مقدور عليها...
على العموم هناك اشياء كثيره اود مناقشتها ولكن من غير الحكمه اثارتها..
تحيه طيبه للجميع.
وشكراً على اثارة مثل هذه المواضيع.