بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى كل رسول أرسله.
بارك الله فيك الأخت الكريمة على هذا النقل
لكن أظن أن صاحب الموضوع لم يتطرق إلى الموضوع من كل الجوانب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : { الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان }
وقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم برجل وهو يعظ أخاه في الحياء أي يلومه عليه فقال: { دعه، فإن الحياء من الإيمان }
إن هذا الأمر ان دل على شيء إنما يدل على أن هذه الخصلة خلق حسن لا تشوبه شائبة، كلام من سيد الخلق وخاتم النبيين المرسلين، حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم
أما الأمر الذي أرى أن صاحب الموضوع لم يتطرق له، هو الخجل الذي يعتبر ظاهرة غير صحية ومشكلة نفسية عويصة استصعب على الكثيرين حلها.
لكن الأمر الأكيد نستخلصه من قوله عز وجل

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29 )
وللعبرة لمن يعتبر
إخواني إن هذا الخجل الذي جعل منا كأسماك صغيرة نهايتها وجبة شهية لحيتان ضخمة، لا مجال أمهاها لفك القيد او الرجوع إلى الوراء
هو حالنا اليوم، حال من يعيش على أرض ملغمة، لا يدري منها الحليف من العدو، وقت تنتشر فيه الأكاذيب إلى ما وراء البحار، هذا ما أخبرنا به حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم عن العلامات الصغرى لقروب الساعة.
الحلقة المفقودة في هذا الطرح من هذا الموضوع الأخت أم ياسر هي :
روى مسلم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، واذا اصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”.
لذلك لابد للتوفيق بين الطيبة وبين القوة التي هي من صفات المؤمن الذي يسعى إلى الكمال في الاخلاق وحتى ولو الأمر صعب المنال، إلا أن الأعمال بالنيات
قال تعالى : {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون }
إن هذه الطيبة التي تتحدثين عنها هي في ظاهرها ضعف وهذا ما استغله أعداء الأمة لنكون بذلك لقمة اسائغة لكل من هب ودب
أصبحنا نعيش على الأوهام وانتصارات وقوة السلف
نعم هي حالة تشرذم من النوع الخاص ...نعم، إن المعادلة لست من الدرجة الثالثة أو الرابعة إنما هي مرفوعة لأس من الأعداد المركبة، فمن ذا الذي جد الناقص المتنفض في الجذر ليحوله إلى موجب!
نعم إن هذا الأمر يندى له الجبين لكوننا مسلمين، متوفر بين أيدينا أغلى كنز في الكون، ألا وهو القرآن الكريم، لكن كثيرا مايموت المرء دون أن يدري، وكثيرا ما
يصبح الأعداء أسيادا على أهل الدار! هو حالنا..حالنا الذي صنعناه بأيدينا ثم ما فتئنا أن انقلبنا إلى الزاوية المعاكسة باكين ومتباكين، ناسين ذروة سنام الإسلام!
إن الإكتفاء بالحوقة والإسترجاع وإبداء الأسف الشديد لن يجدي نفعا لما نحن عليه اليوم
وخاتمة هذا الحديث، هي قوله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عظوا عليها بالنواجد )
ووفقكم الله لما فيه خير لهذه الأمة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته