منطق جديد (هكذا يقولون)
المنطق الجديد يقول بالتعايش مع الضعف و عقد صلح معه ،
و الاعتراف به سيدا ليس على هذا الجيل المهزوم و حسب بل و تصديره بصكوك المعاهدات للأجيال القادمة ، حتى لا تجتاحها الخطيئة و تفكر بالنهوض .
فقد باتت المناداة بالصمود و رفض الاستسلام ضيق أفق سياسي مسدود النهايات، و المقاومة ضربا من ضروب الغباء السياسي، و المزايدة التي لم يفهم أصحابها معادلات الصراع و موازين القوى التي يحتم فهمها إلقاء السلاح و حامليه تحت أقدام المنتصر و لو كان باغيا،
أما الشهادة و الاستشهاد فأصبحت موتا مجانيا أرخص من الانتحار و رغبة مقيتة لتسويق الموت للاشيء و لغير قيمة!
ثم يطرحون بدائلهم
فبدلا من استمرار كفاح مسلح لا نهاية له للمنافحة عن وطن صار مجرد ذكريات
هناك التعايش بين المنتصر و المهزوم كأن ثمة سلام بين جمجمة هشة و حذاء ثقيل،
و بدلا من شعارات الوحدة الإسلامية التي أصبح الحديث عنها تهمة و دليل رجعية
فإن الأولى الركض إلى إقليم شرق أوسطي
يتجه شمالا نحو أوروبا المتحضرة و يطرح عن كاهله الانتماء
لتاريخ متخلف!!
و جغرافيا موحدة!!
إقليم لا خصائص مشتركة له سوى الانتماء لموقع تحددت جهته استنادا إلى مركزية الغرب الذي هو قبلة العالم و ليس باقي القارات إلا جهاته الأربع.
و في الإقليم الموعود تتعملق قطرية الأقطار فيصبح كل منها أمة منفصلة
تدوس على ما كان يسمى سابقا عوامل وحدة مشتركة
كالدين و اللغة و التاريخ و الهم الواحد ...
إلى آخر ما صار من قائمة المرذولات!!!!!!!!!!!!
يتجهم وجه التاريخ و هو يراهم يشيحون وجوههم عن صفحاته التي تتحدث عن مليون و نصف المليون من الشهداء انتصبت شواهد قبورهم في طول الجزائر و عرضها على مدار مائة و ثلاثين سنة
–لن نرجع لتاريخ أبعد من هذا –
قبل أن يأتي النصر فهل كان هؤلاء جميعا مجانين و أجدر بهم الإبقاء على الاحتلال جاثما على صدورهم.
يذكرهم حتى من واقع تاريخهم مرجعيتهم العقائدية و يقول لهم أن الواقعيين الفرنسيين اتهموا الجنرال ديغول بالجنون عندما فكر و هو وحده في سوهو بلندن بمشروع مقاومة الألمان و تحرير فرنسا منهم ، فكيف و الأمر بأمة هي خير ما أخرج للناس مهما امتعض أصحاب المذاهب الفكرية و مهما أمعنوا الشتيمة فيها و فيمن ينافح من أجل كرامتها