بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخوتي الأعزاء اسمحوا لي بالمشاركة :
يجب أولا أخي عاشق الفيزياء ولكن... أن نعطي تعاريف لمفاهيم كمية الحركة - الزخم - ، القوة ، و الكتلة من وجهة نظر الميكانيكا قبل أن نتطرق لمناقشة سؤالك
1- من المعروف أن كتلة الجسم هي مقدار سلمي موجب يصف صعوبة جعل هذا الجسم في حالة حركة ، الأن ان كان لدينا أجسام في حالة حركة و حاولنا ايقافها ، فان أصعب جسم نوقفه ليس الذي يوصف بسرعة أكبر ، لاحظ مثلا سهولة ايقاف كرة ثقيلة تسير ببطء بالنسبة لكرة أخرى أخف لكنها تسير بسرعة كبيرة - فالكرة التي لها كتلة معينة و تسير بسرعة معينة نواجه في ايقافها نفس المعاناة فيما لو حاولنا ايقاف كرة لها نصف الكتلة وضعف السرعة - ، اذن فكتلة الجسم وحدها لا تكفي لوصف الحالة الديناميكية لجسم ما ، فالجسم الأصعب للتوقيف هو الذي يملك جداء كتلة بسرعة أكبر أو ما يعرف بالزخم، فالزخم هو قياس لنزعة جسم ما للبقاء في حالة حركة بعد تلقيه صدما ، - في الحقيقة ليست هذه الطريقة التي استخدمت لاعتماد الزخم كمقدار فيزيائي - لكن نعتبر هذه الفكرة كنقطة انطلاق لانها تخدم مناقشتنا أما الطريقة الأخرى فتستلزم هذا بعد جهد من الاستنتاج ، المهم هذا الزخم لايعطينا مجرد فكرة عن مدى الصعوبة التي نواجهها عند محاولة ايقاف جسم ما ، بل لديه خاصية أكثر شمولا تنبع من تعريفه الأصلي ألا وهي انحفاظه في العمليات الفيزيائية للجمل المعزولة ، فمثلا اذا تصادمت كتلتان معزولتان عن محيطهما الخارجي فان الزخم المفقود من الأولى يساو بالضبط المكسوب من طرف الأخرى ، هذا طبعا باذن الله اذن يمكن أن نتصور الزخم كحال مادة سائلة تسري من جسم لأخر
كما نعلم أي تفاعل في الطبيعة يستلزم وقتا ولو يسيرا لحدوثه ، اذن يمكن أن نعرف نسبة تدفق الزخم من المحيط الخارجي لجسمنا في وحدة الزمن - أو سريان الزخم في الزمن من الوسط الخارجي للجسم - كقوة خارجية مؤثرة عليه ، طبعا مجرد هكذا تعريف لا يكفي لاعتبار القوة مقدار فيزيائي ذا أهمية لولا أنه يمكن الحصول على عبارات رياضية للقوة بدلالة خواص النظام ومحيطه دون النظر لماضي هذه الجملة - وسط خارجي + كتلة -
بالعودة لسؤالك ولو بصياغة أخرى ما الذي يجعل الجسم الساكن - أو المتحرك حركة مستقيمة منتظمة - والبعيد عن التأثيرات الخارجية - القوى الخارجية - يبقى على حالته والجواب عندها يكون أن نزعته للحركة الموصوفة بزخمه لن تتغير لان تغير نزعته للحركة يستوجب تفاعله مع أجسام هذا التفاعل الموصوف بمفهوم القوة ، وما دام بعيدا عن كل هذه التأثيرات فان زخمه يكون ثابتا بالتالى سرعته كذلك ، لذا فان مثل هذا الجسم سيحافظ على نمط حركته هذا الى ما شاء الله عز وجل .
بالعودة الى ما أوردت من مسألة الاحتكاك التي تجعل الأجسام تتوقف بعد مدة من حركتها فذلك راجع الى أن هذه الأوساط متكونة أساسا من جسيمات تكتسب زخم الجسم المتحرك ما يجعله يبطء شيئا فشيئا حتى يتوقف .
أما مسألة تطبيق قوة على الجسم الساكن مدة من الزمن ثم تركه لحاله ، فالجواب هنا يكمن في أن هذه القوة ستسرع جسمنا الى سرعة معينة تبقى بعدها ثابتة عندما تتوقف هذه القوة ما لم توجد هناك مصادر اخرى للقوى سواءا المخمدة أو المسرعة ، و غالبا ما يحل هذا النوع من المسائل باستخدام مفهوم الدفع
هذا والله تعالى أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تمت بعون الله وحفظه