.
.
التغرير التلفزيوني أشكال وألوان
من فضل الله علي أنني قضيت معظم سنوات حياتي العملية في مجال الإعلام، خاصة في التلفزيون، ومن ثم فقد صارت عندي مناعة ضد الإعلانات التجارية، وقد تحدثت أمس الأول عن تقرير جمعية الطفل البريطانية الذي جاء فيه ان نحو 10% من عيال المدارس ـ خاصة أبناء الفقراء ـ يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية وأن منشأ معظمها الإحساس بالحرمان من "الأشياء الجميلة" التي يرونها على شاشات التلفزيون..
أذكر كيف أنني وفور وصولي الى لندن لأول مرة اشتريت قارورة مايونيز، بعد ان شاهدت إعلانا تلفزيونيا يؤكد انه ما من شيء أشهى من المايونيز.. كنت قد سمعت بتلك المفردة من قبل ولكنني كنت اعتقد أنها اسم وحدة في الجيش الأمريكي، ودخلت غرفتي وأغلقت الباب، وأدخلت إصبعي في قارورة المايونيز وشفطت ما علق منها بإصبعي شفطة واحدة، فإذا بكل الطعام الذي أكلته خلال الساعات الـ24 الماضية يندفع خارجا من فمي دفعة واحدة.. قرأت محتويات القارورة: بيض وحليب.. إإخخخخخ.
طبعا هذي هرجة المايونيز ...
:emot30_astonishe: ر بــــــــ ا نـــــــــ ة
المحزن أننا صرنا كبارا وصغارا نصدق الخزعبلات التي تتضمنها الإعلانات عن السلع عبر التلفزيون، ولهذا يذهب الواحد منا الى سوبر ماركت لشراء زبادي وخيار وفيمتو، ويخرج منه حاملا تسعة أصناف.. الأصناف الستة الزائدة كلها قيل عنها في الإعلانات أجمل مما قاله الأبله قيس في ليلى.. وكثير من الرجال والنساء يشترون الصحف ولكنهم يبدأونها بالملاحق الإعلانية.. وهناك سوء فهم، خاصة عند النساء، فكثيرات منهن يعتقدن أن شراء سلعة من محل معروف يعلن عن تنزيلات "فرض عين".. وتتباهى أمام صويحباتها: تخيلوا اشتريت البلوزة هاي من محلات شرم برم الايطالية بـ333 ريالا.. بس! ولن تجد من يقول لها: يا خبلة يا هبلة نفس البلوزة تباع في محلات "شاه لال بلال" بـ 85 ريالا وان سعرها قبل التنزيل في محلات شرم برم كان 340 ريالا.. ولأن معظم بيوتنا لا تعرف التخطيط المالي او "ميزانية البيت الشهرية"، فإننا نجتاح البقالات بعربات اليد ونملأها بسلع ثم ننسى أمر معظم تلك السلع (لأننا أصلا لم نكن بحاجة إليها) حتى تنتهي صلاحيتها..
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـر خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طيـــــــــــــــــــــــــــــــر
وسأذيع عليكم سرا: إذا دخلتم الى متجر كبير للسلع الاستهلاكية فركزوا على الرفوف السفلى حيث توضع البضائع رخيصة الثمن التي لا تقل قيمة من ناحية المحتوى من نظيراتها غالية الثمن الموضوعة على خط النظر بحيث لا تخطئها العين.. وللنساء أقول: كل كريمات ترطيب وتلميع البشرة "سيم سيم" فلا تشتروا إلا أرخصها ثمنا.. ذات مرة أصبت بشد عضلي وأنا في مكة والتقيت مصادفة بصديق طبيب وطلبت منه ان يصحبني الى الصيدلية لشراء أفضل دهان للشد العضلي.. فسار بي الى دكان بائس واشترى لي منه أنبوب دهان بريالين وقال: الدهان ابو 50 ريالا وأبو ريالين يؤديان نفس المهمة في تخفيف آلام العضلات.. ولو لقيت دهان بأقل من ريالين يكون "أفضل".. والشاهد هو أن التغرير الإعلاني له أشكال أخطر، تأثيرها مباشر ومدمر ماديا على الأقل.
يعني والله هذي الهرجة بجد صادق فيها
ففي بعض المرات تجد بعض الناس يفقع راسك ببعض الوصفات خصوصا الكريمات وهذا مجال النساء تقول لها الشيء الفلاني تصرخ لا هذا رخيص ليس مثل الشيء الذي استخدمته وهو بكذا من الريالات
الى الدرجة انك تشك في قدراتك تجاه السلعة التي تستخدمها
ان الاعلام اصبح مثل الكماشة لنا نحن الوسط الغير منتج كما يقولون عنا اننا
دول العالم الثالث الذي يستهلك فقط
والاعلان اصبح دافع لنا بدون وعي يحاكي عقلنا اللاواعي
استاذتي الكرام
لقد بدات تنتهك امورا عظيمة تجاه ادمغتنا
بصدق لقد نومنا مغناطيسيا لنصبح اناس مستهلكين دون وعي
من المواقف التي لا زالت في الذاكرة
وهي شبيه بحال كاتب المقال السابق
وهذا من ذكريات الطفولة
المضحكة
مرة خرج والدي الى السوبر ماركت لشراء بعض الحاجيات للبيت وجريدته اليوميه ووقتها اختنا في الله من مغرمي الاعلانات التجارية ياسلام الواحد يسمع الاعلانات يركض ركض
خصوصا اعلانات شامبو جونسون وتتذكرون حبيب القلب مازولا مازولا مازولا حبيب القلب مازولا يييييييييييييه اعلان له شنة ورنة أأأااخخخخ زيت لا راح ولا جا من يوم اسمع صوت الاعلان انا واخوي اصحاب الخزعبلات في البيت
ما فيه اعلان الا قلده وانا من ورا الوالدة ما فيه اعلان الا لازم احاول احاكيه
ــ
ــــــ من غير اعلانات كنت مسوية مختبر تجارب دايما تكتشف أمي التجارب لو كملت امكن صرت احسن من انشتاين أأااااااااااخخخخخخخخخخ ـــــــ.. منها تجربة الإريال مع النعناع أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأاااو هذه التجربة احدثت لي صداع دام يومين وهذا دليل نجاح باهر ...................:c_laugh:
أعود للقصة ذهبت معه وانطلقت الى رفوف الحلويات ليس حبا فيها لكن حبا في الشراء
والاعلانات اخذت مني ما اخذت المهم اشتريت هذا لفلان وهذا لفلانة من اخوتي لازم اشتري لهم ومن ثم مررت على الرفوف الى ان وصلت لرف الخردل او المستردة تذكرت اعلان وكذلك فلم على ما اظنه والشيء الذي جعلني لابد ان اشتريه هو فلم كرتون بنك بانثر .. النمر الوردي .. حينما كان يريد ان يشتري ساندوش السجق ويضع عليه الخردل
أأأاااااااااااااخخخخخخ
طبعا ذهبت لوالدي ولم يشاهد ما اشتريته على باله الوالدة موصيتنيه ومخربط مع حلوياتي المهم رحت البيت والا واكل منه على بالي شيء بيطلع طعم ولا في الاحلام صار الله لايوريكم طعمه يجيب الانتكاريا ....اخخخخخخخخخخخخ رحت فطيس وعلى طول رميته حتى لا احد يدري ...وكان طعمه في ذاكرتي فقط
واكتشفت انه لابد ان اضعه مع اطعمه حتى يستساغ او مع صلصات مو على طول على البلعوم عيوني طلعت من طعمه
المهم كرهته من بعده وكرهت لقافتي تلك
نعود الى الاعلانات
ومن الاعلانات التي اتذكرها
سيجنال تو
اعلان معجون الاسنان الذي يقوم فيه بعمل تجربة على بيضة المهم سويت تجارب بالبيض عندما تضعه في الخل وتضع على نصفها معجون وبعد مرور يوم تجد ان الجزء الذي تم وضع سيجنال عليه لايصبح لينا بصراحة التجربة تلك لم تنفع معي لكن عقلي اصبح مبرمج ان هناك خطأ ارتكبته في التجربة فلا يمكن ان يخطئ الاعلان
والا اعلان قوووووووووووووووودي ما اطيب قووووووووووووووووودي
عيوننا راحت فيها من اللصقة في التلفزيون
امي وابي دوم الدوم يصرخون علينا ياولد يابنت عيونكم راحت فيها ولا احد يسمع الا
الاعلان
انتبهوا
الإعلانات سيستنا تجاه عالم الاستهلاك فكنا كما ارادوا عتاة الغرب
فهل ترضون ان نبقى هكذا نائمين في العسل الى ان تصتدم بنا الحقيقة وهي اننا لن ننفع انفسنا في اعتى الامور
من اجمل الاشياء التي تعلمتها ورسختها في ذهني كثيرا
اذا ذهبت لشراء اي شيء اكتب ورقة بكل مشترياتي وهذه السياسة تتبعها الوالدة
لكن انا اضع ميزانية الشراء حتى والله انها فكرة جدا ناجعة
وخصوصا بعد طعم الخردل ذلك
لكن اظن انها اصبحت في تصرفي تجاه هؤاء التجار بانكم لن تخدعوني وتستغفلوني لشراء اشياء لا احتاجها
الى اللقاء
ودمتم في رعايـــــــــــــــــــــــــــــــة الرحمن
:fantastic_new: