ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - لدهر ذو دول والموت ذو علل ، والمرء ذو أمل والناس أشباه
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-03-2008, 04:18
الصورة الرمزية مفكر الأمة
مفكر الأمة
غير متواجد
فيزيائي قدير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 1,699
افتراضي لدهر ذو دول والموت ذو علل ، والمرء ذو أمل والناس أشباه


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أبو العتاهية :


الدَّهْرُ ذُو دُولٍ ، والموتُ ذُو عِلَلٍ = وَالمرءُ ذُو أملٍ ، والناسُ أشْباهُ

وَلم تَزلَّ عِبَرٌ فِيهنَّ مُعْتَبرٌ = يجَرِي بها قدرٌ وَاللهُ أجراهُ

يبكي وَيضحَكُ ذُو نفسٍ مُصَرَّفَةٍ = وَاللهُ أضحكهُ ، واللهُ أبكاهُ

وَالمُبتلى فَهُوَ المهجُور جانِبهُ = وَالنَّاسُ حيثُ يكُونُ المالُ والجاهُ

والخَلْقُ مِنْ خَلْقِ ربي قَدْ يُدَبِّرُهُ = كُلٌّ فمستعبدٌ وَاللهُ مولاهُ

طُوبى لعبدٍ لِمولاهُ إنابتهُ = قَدْ فَازَ عبدٌ مُنيبُ الْقَلبِ أواهُ

يَا بَائِع الدِّين بِالدُّنيَا وَبَاطِلهَا = تَرَّضى بِدينك شَيئاً لَيسَ يَسْواهُ

حَتى متى أنتَّ في لهوٍ وفي لَعبِ = والموتُ نحوك يهوي فاغراً فاهُ

مَا كلُ ما يتمنى المرءُ يدرِكهُ = رُبَّ امرىءٍ حَتفُهُ فيما تمناهُ

إن المنى لَغُرورٌ ضِلةً وَهَوىً = لعل حتفَ امرىءٍ في الشيءِ يَهواهُ

تَغْتَرُّ لِلجهل بالدنيا وَزُخرفها = إن الشقيَّ لَمَنْ غرته دنياهُ

كأنَّ حَيًّا وقدْ طالتْ سلامتُهُ = قدْ صَار في سكراتِ الموت تغشاهُ

والناسُ في رَقْدَةٍ عما يُرادُ بهم = ولِلحوادثِ تَحْريكٌ وإنباهُ

أنصفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ مُنتصفاً = لا ترضَ لِلناس شيئاً لستَ ترضاهُ

يا رُبَّ يوْمٍ أتت بُشراهُ مُقْبِلةً = ثم استحالت بصوتِ النَّعيِ بُشْراهُ

لاَ تحقرنَّ من المعروف أصغرهُ = أحسنْ فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسناهُ

وكُلُّ أمرٍ لهُ لابُدَّ عاقِبةٌ = وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ

تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا = من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ

كم من فتىً قد دنت للموت رِحلتُهُ ؟ = وخيرُ زاد الفتى للموت تقواهُ

ما أقرب الموتَ في الدنيا وأفظَعَهُ = وما أمَرَّ جنى الدنيا وأحلاهُ

كم نافسَ المرءُ في شيءٍ ، وكايدَ فِيـ = ـهِ الناسَ ؟ ثُم مضى عنهُ وخلاهُ

بينا الشفيقُ على إلْفٍ يُسّرُّ بهِ = إذ صار أغمضهُ يوماً وسجاهُ

يبكي عليه قليلاً ثم يخرجهُ = فَيُمْكِنُ الأرضَ مِنهُ ثم ينساهُ

وكلُ ذِي أجلٍ يوماً سيبلغهُ = وكُلُّ ذِي عملٍ يوماً سيلقاه


والسلام
رد مع اقتباس