القوانين الفيزيائية وخصائصها المميزة :-
يقول البروفسور هنري باجلز في كتابه ( الشفرة الكونية ) :
(( يعتبر البحث عن القوانين الطبيعية مبارة بين الفيزيائيين والطبيعة هدفها إيجاد القوانين الفيزيائية ( أو الطبيعية ) التي تحكم هذا الكون )).
ويتساءل البعض ماهية القوانين الفيزيائية ؟ يمكن تحديد الاجابة في ذكر الملامح والخصائص التي تميز القوانين الفيزيائية ، والتي يمكن إنجاز بعضها فيما يلي :
1- اللاتغير :-
تتميز القوانين الفيزيائية بعدم التغير مهما كانت الظروف و الاحوال ، مهما كان الشخص الذي يرصد تلك القوانين ، فهى تتميز بصورة واحدة مهما أختلف الراصد ومهما أختلف زمان الراصد ومكانه .
2- العمومية والبساطة :-
بمعنى أن القوانين الفيزيائية هى قوانين عامة يمكن تطبيقها على ظواهر محدودة على سطح الارض ويمكن تطبيقها على كواكب أخرى كالمريخ مثلا ، أيضا تحمل هذه الفكرة في طياتها عدم التغير .
وفكرة البساطة تعني وضع النظريات التي تفسر الظواهر الطبيعية في أبسط صورة ممكنة ، قد يبدو للبعض أن الفيزياء معقدة لدرجة كبيرة ولكن السمة المميزة لها هو أن كل تعقيداتها تنشأ بطريقة منطقية من مفاهيم أولية قليلة ، ولكنها عميقة ، وربما يستلزم الامر وقتا طويلا لكي يتمكن الدارس من ادراك بساطة المفهوم الجوهري لقوانين الفيزياء الاساسية ، بل أن ادراك الباحث الفيزيائي لظهور هذه البساطة بعد بحث مضني يكون جزءا من إيمانه الراسخ بهذا العلم.
3- الكمال :-
وصفة الكمال هنا لاتعني الكمال المطلق الذي هو صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ، ولكنها تعني محاولة الوصول الى الكمال ، بمعنى أن أي نظرية كبيرة لايمكن أن تكون صورة جزئية للطبيعة ، ولكن يجب أن تعطي هذة النظرية القوانين الكاملة لمجموع الاحداث ، والوصول الى هذه الصفة بعتبر من الامال الكبيرة التي يتمناها الباحثون في علم الفيزياء ، والوصول الى هذا قد يكون أحيانا ضربا من الخيال أو ربما نوعا من المحال .
ويعمل الفيزيائيون حاليا على الوصول الى توحيد المجالات الموجودة في الطبيعة في قانون واحد أو نظرية موحدة يستطيعون منها استنتاج سائر المجالات المعروفة في الكون ، ويعتبرون ذلك هدفا أساسيا لهم ، رغم علمهم أن هذا الهدف ربما يكون بعيد المنال ، حيث يتطلب ذلك وجود ظروف معينة كتلك التي كانت موجودة في بدء خلق الكون ، حيث إنه طبقا لنظرية الانفجار العظيم فإن سائر المجالات كانت موجودة في بدء الخلق تحت درجة حرارة كونية رهيبة وظروف خاصة لايمكن الوصول اليها معمليا .
4- علاقتها بالمشاهدة والتجربة :-
إن النظريات الفيزيائية تصبح عديمة الجدوى بدون التجربة ، كما أن التجربة بدون النظرية تصبح ناقصة ، وعلماء الفيزياء التجريبية هم الذين يجعلون العلماء النظريين في حالة التزام تام بالامانة العلمية.
للامانة العلمية ( منقول )