ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - محطات في السحر الحلال { الجزء الأول : فصيح }
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-05-2008, 02:26
الصورة الرمزية البالود
البالود
غير متواجد
المراقب العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 8,801
افتراضي رد: محطات في السحر الحلال { الجزء الأول : فصيح }


سأل أعرابي : ما بال المراثي أصدق أشعاركم ؟!
فأجاب : لأننا نقولها وأكبادنا تحترق

ولايختلف أثنان على أن الرثاء هو أصدق العاطفة , لأمور من أهمها أنها تقال باناس ولــو ورحلوا وتلحفوا التراب

هذا ومن أجمل قصائد الرثاء وأصدقها هي التي تقال فيمن يستحقها

وليس هناك أحق من القادة المسلمين الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله

,
,
,

أبو تمام الطائي

الشاعر المخضرم الذي سحر الناس بأبياته
وسلب عقولهم في مطالع قصائدة


لما علم بخبر وفاة الشجاع / محمد بن حميد الطوسي الطائي

وجاءته الأخبار بأن محمدا . أخذ يقاتل العدو من ساعات الصباح ، حتى خر شهيدا معززا بدماء الشهادة مع غروب الشمس

ثارت صنعة الطائي , فأحكم سحره بقصيدة من أجمل القصائد التي قيلت في رثاء القادة

وأمطر المسامع حتى عصرنا هذا بأبيات يقول فيها


.................................................. ...



كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ = فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد = وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ
وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالهُ=وذخراً لمنْ أمسى وليسَ له ذخرُ
وما كانَ يدري مجتدي جودِ كفه=إذا ما استهلتْ أنَّه خلقَ العسرُ
ألا في سبيلِ اللهِ منْ علطتْ له =فجاجُ سبيلِ اللهِ وانثغرَ الثغرُ
فتى كلما فاضتْ عيونُ قبيلةٍ =دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ
فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة = تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ
وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ = من الضربِ واعتلتْ عليه القنا السمرُ
وقد كانَ فوتُ الموتِ سهلاً فردَّهُ = إليه الحفاظُ المرُّ والخلقُ الوعرُ
ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه = هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ
فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله = وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ
غدا غدوةً والحمدُ نسجُ ردائهِ = فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ
تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى = لها الليلُ إلا وهيَ من سندسٍ خضرُ
كأنَّ بني نبهانَ يومَ وفاتِه = نجومُ سماءٍ خرَّ منْ بينها البدرُ
يعزونَ عن ثاوٍ تعزى بهِ العلى = ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ
وأني لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى = إلى الموتِ حتى استشهدوا هو والصبرُ!
فتى كانَ عذبَ الروحِ لا من غضاضةٍ = ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!
فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها = وبزتهُ نارُ الحربِ وهوَ لها جمرُ
وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى = بواترَ فهيَ الآنَ من بعدهِ بترُ
أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً = يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟!
إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها = ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟
لئن أبغضَ الدهرُ الخؤونُ لفقدهِ = لعهدي بهِ ممنْ يحبُّ له الدهرُ
لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ = لما زالتِ الأيامُ شيمتها الغدرُ
لئن ألبستْ فيهِ المصيبةَ طيءٌ = لما عريتْ منها تميمٌ ولا بكرُ
كذلك ما ننفكُّ نفقدُ هالكاً = يشاركُنا في فقدهِ البدوُ والحضرُ
سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ سخصه = وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعةً = بإسقائها قبراً وفي لحدِهِ البحرُ ؟!
مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضةٌ = غداةً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
ثوى في الثرى منْ كانَ يحيا به الثرى = ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
عليك سلامُ اللهِ وقفاً فإنني = رأيتُ الكريمَ الحرَّ ليسَ له عمرُ
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء

فكيف نيأس ؟!!