
18-05-2008, 23:58
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية
المشاركات: 2,692
|
|
ابتسم وتفأءل
الساخطون والمتباكون على مافاتهم من متاع الدنيا حرموا لذة القناعة ، فهم لايشعرون بما يتمتعون به من نعم غامرة ،
فقد ألفوا تلك النعم ، وبعضهم حصلوا عليها بسهولة ، وهم يقولون دائما :
ينقصنا كذا وكذا ، ونريد كذا وكذا ،
ولايقولون :
عندنا كذا وكذا .
اذا اراد الواحد منا أن يكون سعيدا ، فهذا أمر يمكن تحقيقه ،
لكننا نريد أن نكون مثل أولئك الناس الذين يظهر أنهم يملكون أكثر مما نملك ،
ويتمتعون بما لانستطيع التمتع به ،
وهذا أمر عسير دائما لأنه يغلب على ظن الناس حتى المحسودين منهم أن غيرهم أسعد منهم وأحسن حالا منهم وأقل شعورا بالأزمات والمشكلات .
إن أكثر مايؤذي أحاسيس الرضا والطمأنينة أن نضعها موضع شك وتساؤل ، وذلك حين نسأل أنفسنا : هل نحن سعداء أو لا ؟
السعادة تحب الغفلة ، وتكره الأضواء كما تؤذيها المقارنات والتطلعات غير المحدودة .
فلننتبه إلى هذه المعاني إذا أردنا ألا نحط رحالنا على أبواب الشقاء .
من المهم حتى نكون سعداء أن نؤمن إيمانا لاتردد فيه أن السعادة مع قلة المال وضعف النفوذ وندرة الأشياء تظل شيئا ممكنا ،
وعلينا أن نتعلم من الطيور شيئا في هذا الشأن ،
فالعصفور لايقل مرحه وتغريده عندما لايحصل على غير كسرة خبز .
ويجب أن نؤمن دائما كما يؤمن البحار أن الرياح الطيبة ستهب لتجري سفينته في الاتجاه المطلوب ز
السعادة باختصار ليست شيئا ظاهريا ، وليست أسبابها ملموسة دائما .
الخيال والتفاؤل والأمل والثقة بالله - جل وعلا - والاعتقاد بأن المحن لاتدوم ، وأن مع العسر يسرا ..
كل هذه أمور تفتح لنا ابواب الحياة الطيبة على مصراعيها دون أن يكون بين أيدينا وهذا ليس ادعاءً ولاتسلية للمعدمين ،
لكنه الحقيقة الساطعة التي تسمو على الجدل .
أختم الحديث عن القناعة بما روي من أن رجلا سأل عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - : ماخير شئ أعلمه لولدي ياأمير المؤمنين ؟
فقال عمر : علّم ولدك الفقه الأكبر : { القناعة وكف الأذى }
تحياتي لكم
وسامحوني على الاطالة
|