بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الفراسة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ …
أما بعد: قال الله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [(75) سورة الحجر]
ذكر عدد من أهل العلم أن هذه الآية في أهل الفِراسة.
والفِراسة هو نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن الملتزم سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- يكشف له بعض ما خفي على غيره مستدلاً عليه بظاهر الأمر فيسدد في رأيه،
يفرق بهذه الفراسة بين الحق والباطل والصادق والكاذب دون أن يستغني بذلك عن الشرع.
وهو يختلف عن الفَراسة الذي هو حذق ركوب الخيل.
وإذا ما اجتمع بالمرء الأمران الفِراسة والفَراسة فهذا نور على نور وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، بصيرة في القلب، وقوة في البدن لمنازلة أعداء الله في الجهاد.
والخسارة من حرم الأمرين.
هذه الفراسة هو ما يسميه العلماء بالفراسة الإيمانية وهذا يكون بحسب قوة الإيمان،
فمن كان أقوى إيماناً فهو أحد فِراسةً.
فمن غرس الإيمان في أرض قلبه الطيبة الزاكية وسقى ذلك الغراس بماء الإخلاص والصدق والمتابعة،
كان من بعض ثمره هذه الفراسة.
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله))
ثم قرأ قول الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}. [رواه الترمذي].
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم)) [رواه الطبراني في الأوسط].
وأصل هذا النوع من الفراسة، من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده فيحيا القلب بذلك ويستنير، فلا تكاد فراسته تخطئ قال الله تعالى {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [(122) سورة الأنعام].
يتبع,,