[ودالخطيب]

تحياتي واحترامي على مجهودك الطيب أخ منير
والتحية لكل المشاركين
في البدء أود الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن نتفق فتلك سنة الحياة
ولكن إذا اتفقنا فتلك غاية ننشدها و إذا اختلفنا فليكن إختلافنا موضوعياً يصب
في خانة البحث عن الحقيقة.
أعجبني طرحك لبعض الأشياء وأتحفظ على بعض آخر وأختلف مع بعض آخر أيضاً.
أعجبني ماهو جديد في تناولك للموضوع فالنقد هو جوهر التقدم والتطور العلمي
فكونك تنتقد نظرية الإنفجار العظيم أمر طيب ولكن تظل هنالك تساؤلات قائمة:
كيف بدأت نشأة الكون وكيف تم ذلك من العدم؟
ماهي الأسس العلمية التي تعتمدها مادامت الصور محض خيال كما أشرت؟
هل لديك مايدعم طرحك سوى الجانب النظري الذي قرأناه حتى الآن؟
لماذا لاتكن البيغ بانغ بداية لتفسير طبيعة ونشأة الكون ننقدها ونطورها
وفقاً لما توفر لنا من علم وتكنولوجيا؟
التساؤلات كثيرة والشكوك كذلك حول صحة أي طرح فقط مايقللها المنطق
العلمي والرياضي والفلسفي وبعد فترة من الزمان تعود التساؤلات والشكوك من
جديد لتدلل أن مسيرة العلم ليست متوقفة.

أما بخصوص ما تطرقت إليه في حديثك عن النظم الإجتماعية أعتبر
أن بعضة سيظل حلم صعب المنال كتكوين حكومة عالمية وتأويل مفهوم
العولمة فالأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي والولايات
المتحدة وجامعة الدول العربية كلها كيانات أثبتت فشلها في خدمة المواطن
البسيط وكرست جهودها لخدمة النخب الحاكمة والرأسمالية المتعفنة لذلك
يصبح من الصعب ظهور كيان يتجاوز هذه الكيانات دون أن يكون هو الآخر
في خدمة طبقة بعينها ولو كان هذا النظام ممكناً لكان الإتحاد السوفيتي وكتلة
الإشتراكيين ولكن أين هؤلاء اليوم؟

أما بخصوص ما تناولته في شأن المرأة العنصر الرئيسي في المجتمعات
على مر العصور أعتقد أن فيه النزعة الذكورية التي مازالت تسيطر علينا
كمجتمعات شرقية فالمرأة ليست أقل ذكاءاً من الرجل وليست ضعيفة في
تحمل السؤلية وليست أقل حكمة منا.
فوراء كل عظيم إمرأة ليست مجرد مقولة وإنما هي حقيقة لاينكرها إلا مكابر
فالرسول الكريم كانت بجانبه السيدة خديجة وأمهات المؤمنين في أحلك الظروف
والتاريخ يشهد بذلك مروراً بكل الشخصيات البارزة.
ظهور الرجل في التأريخ على أنه أفضل من المرأة ليس بسبب تميزه عنها
وإنما لكون المجتمعات ذكورية ولآن المرأة غيبت وأضطهدت لفترة من الزمان
ومازلت في بعض بقاع العالم كذلك.
آن الأوان أن تنتزع المرأة حقوقها نزعاً حتى تشعر بإستقلاليتها وكينونتها أي
لا نمنحها حقوقها حتى نشعرها أنها صعيفة حتى في مسألة حقوقها ولأن هذه
العملية سترسب بداخلها فكرة الضعف والهوان .
علينا أن نمارس العدالة في أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا حتى ننشر العدل بين
الشعوب.

لست من نور لتغفر
أنت من طين لتبني
فأبن لي بيتاً....
لنا...
لك.......
للصغار القادمين.

ودالخطيب
السودان