نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط والتي تحمل اسمي واسم زوجتي في غرفة الزوجية... كان أحد الأقارب الأصدقاء قد أهدانيها كهدية زواج... كانت الساعة تترنح ... تحاول أن تحكي قصة الوقت لكنها لا تستطيع ... وفي صراع دءوب تحاول ولا تيأس ... ترتفع ثم تهبط ثانية ولا تقوى على المضي ...تحاول ثانية وثالثة ... وأنا أنظر إليها مشدوها ... لا أظن أن هناك صدأ بالآلة فالرطوبة لا تتسلل إلى عقاربها وتروسها ... إنه بلا ريب ضعف البطارية ... نعم إنها البطارية ... ما شد انتباهي وجعلني كما قلت مشدوها ... أن الساعة في كل مرة تقف فيها وتحتاج بطارية تكون عقرب الثواني فيها قد توقفت غالبا عند الرقم 9 ... هل هذا من عجائب الرقم 9 ؟ ؟ ؟ دعنا نفكر قليلا...
عندما أعملت فكري معكم هديت إلى أن الأمر ليس من عجائب الرقم 9 ... إن القصة تكمن في القوة الكهربية الناتجة من النبضة التي تحرك العقرب قفزات متتالية ... إن القوة المقاومة للحركة والناتجة من عزم القوة على محور الدوران تكون أكبر مايمكن عندما يكون العقرب في الوضع الأفقي لأن وزنه باعتباره قضيبا منتظما في المنتصف (أو قبله أو بعده حسب عدم الانتظام إن وجد) فيكون عزم هذه القوة = وزن العقرب × البعد العمودي بين نقطة تأثير الوزن ومحور الدوارن...يعني : الوزن × المسافة × جا الزاوية...
وفي الحالة الأفقية الزاوية 90درجة فيكون العزم هو الوزن × البعد ... أما في الوضع الأسفل أو الأعلى مثلا فإن ذلك يكون صفرا لأن الزاوية صفر وجا 0 = 0 أيضا...
والأن تبرز حالتان ...
الحالة الأفقية عند الرقم 3 وهي حالة يكون العقرب فيها نازلا يعني الجاذبية تشده ولذا فلا تحتاج الالة كبير عناء في دفعه قليلا ... أما الحالة الثانية والتي يكون فيها العقرب عند الرقم 9 فإنه يكون صاعدا يعني الالة تحاول أن تشده للاعلى بينما يأبى جذب الأرض أن يتيج للساعة ذلك إلا بالتغلب على قوة الوزن مضروبة في البعد ... وحيث إن الالة ضعيفة فإنها تحاول قليلا ولا تستطيع أن تستمر ... اعطها دفعة قليلة بيدك سوف تتحرك وقد تكمل الدورة إلى الرقم 12 ثم تنزل فيسهل الامر عليها لتصل إلى الرقم 6 ثم تبدا مسلسل المعاناة فتعطي نبضات تكفي للتحريك قليلا نحو اليسار لأن المقاومة لا تزال نسبيا صغيرة ...حتى إذا وصلت إلى الرقم 9 توقفت من جديد وبدأت مرحلة المحاولة الدءوبة بلا يأس ... حتى تأتي أنت بالبطارية الجديدة وتنقذ الموقف وتعود للساعة حيويتها من جديد...
في النهاية اريد أن اؤكد لك على فكرتي بمثال عملي صغير ... ضع الساعة الذابلة على ارض افقية سوف تعود إليها حيويتها من جديد وسوف تتحرك وتعد لك الزمن ربما ليوم أو يومين أو أكثر ... لماذا ؟ لأن العقارب الان لا تعاني عند اي رقم من الارقام مشكلة فكلها ملساء بنفس القدر ويكفيها قدر صغير من التدوير لتتحرك ...
ارجو أن يكون مثالا شيقا...