ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - كيف ان البروتون والنيوترون مترابطان مع بعضهما داخل النواة ؟
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-07-2008, 19:55
الصورة الرمزية ماجد طه
ماجد طه
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 669
افتراضي رد: كيف ان البروتون والنيوترون مترابطان مع بعضهما داخل النواة ؟

الأخت كرشوفة - الأخت اسطورة أود أن أوضح بأن



القوى التي تؤثر في النواة تتجلى بـ :

1 ـ قوى الترابط النيوكليوني مابين البروتونات مع بعضها من جهة ومع النيترونات من جهة أخرى

2 ـ قوى التنافر للشـــــــــــــــــــــــــحنات المتماثلة للبروتونات

تشكل نواة الذرة جملة متينة ومتراصة للغاية , وتعود هذه المتانة إلى تأثير القوى النووية الخاصة .

وهذه القوى بالتعريف : هي قوى التجاذب المؤثرة بين أي زوج نيوكليوني ( P-P , n-n , n-P ) بغض النظر عن شحنة النيوكليونات .

وهذه القوى هي التي تكسب الأزواج النيوكليونية تماسكاً داخل النواة , ولا يظهر تأثيرها إلا على مسافات قصيرة جداً .

إذ يبلغ نصف قطر تأثيرها

10أس -13 سم ( إذا علمنا أن قطر النواة 10اس -12 حتى 10 أس -13 سم )

وتتميز هذه القوى بالإشباع , فلا يتأثر أو يؤثر النيوكليون إلا بعدد محدود من النيوكليونات المجاورة ولهذا فإن زيادة عدد النيوكليونات في النواة لا يؤدي إلى زيادة المتانة النووية , وفي الوقت نفسه تقع النيوكليونات تحت تأثير قوى التدافع الكهرساكني ( الإلكتروستاتيكي ) التي تحدث بين النيوكليونات المتماثلة الشحنة وهي ( البروتونات ) , وتزيد قوى التجاذب النووي بين بروتونين عن قوى التدافع الكهرساكني بينهما بمقدار 1000 مرة .

من هنا نستخلص أنه في حال وجود عدد قليل من البروتونات في النواة فإن تأثير قوى التدافع على متانة النواة يكون معدوماً , وعلى العكس من القوى النووية فإن القوى الكهربائية الساكنة تؤثر على مسافات بعيدة , فإذا كانت القوى النووية تتناقص بازدياد المسافة مرفوعة للقوة السادسة ( ف6 ) , فإن القوى الكهربائية تتناقص بازدياد مربع المسافة ( ف2) , وعدا عن ذلك فإن هذه القوى الكهربائية الساكنة غير مهيأة للإشباع , أي أن كل بروتون يؤثر ويتأثر بكل بروتونات النواة .

وتتقارب قوى التدافع الإلكتروستاتيكي بقيمها من قوى الترابط النووي في النوى الثقيلة ( حيث توجد كمية كبيرة من البروتونات ) وهذا ما يضعف متانة البناء النووي , ولكن إذا زاد عدد البروتونات عن 115 ( كعدد ذري ) فإن قوى التدافع الكهرساكني سوف تتغلب على قوى الترابط النيوكليوني ( التجاذب ) وسوف تنهار هذه النواة عندها ولذلك فإن نوى مثل هذه الذرات تكون غير مستقرة على الإطلاق ولايمكن أن تتواجد في الطبيعة , وهذا يدل على أن تأثير القوى الكهربائية على متانة النواة يضع حداً نهائياً لعدد العناصر الكيميائية في الطبيعة أو حتى تلك التي يمكن تشكيلها معملياًً بواسطة التفاعلات النووية .

دمتم بخير


.
رد مع اقتباس