بسم الله الرحمن الرحيم
ألا يعني هذا أننا بمجرد معرفة حالة الجسيم في لحظة ما تمكننا من معرفة حالاته في زمن لاحق رياضيا بدون الحاجة لإعادة القياس
هذا أيضا غريب عن الطبيعة الاحتمالية!!
... هذا ليس غريبا عن الطبيعة الاحتمالية ، فمثلا لو تمكنا من معرفة دالة الموجة من خلال عملية قياس مقدار فيزيائي ما - و هي دالة ذاتية لذات المقدار - فان ما سنحصل عليه في زمن لاحق ناشئ من تطور هذه الدالة في الزمن المعروف من خلال معادلة شرودنجر الى حالة فيزيائية أخرى معرفة بدالة موجة ذات طابع احتمالي كذلك
لا تنسي أنه ان كانت هذه الدالة بعد القياس دالة ذاتية لمقدار فيزيائي كالاندفاع مثلا مرفقة بقيمة ذاتية محددة جدا لهذا الاندفاع
صحيح أنه فيما لو عاودنا قياس الاندفاع ثانية مباشرة بعد القياس الأول سنحصل على ذات القيمة ، المرفقة بذات الدالة ... و كذلك لو قمنا بقياس أي مقدار فيزيائي أخر متلائم مع الاندفاع - كالطاقة الكلية لجسيم حر مثلا - ...
و لكن هل يلغي هذا الطابع الاحتمالي ... طبعا لا
لو رجعنا للنظرية الكلاسيكية فان معرفة الاندفاع وحده في لحظة ما لا تخولنا هذه المعرفة لوصف حالة النظام لا في تلك اللحظة و لا في زمن لاحق ذلك أننا بحاجة لمعرفة الموضع ...
في النظام الكمي نفس المحاكمة صحيح أننا نعلم الأن اندفاع الجسيم الكمي و الدالة الذاتية المرفقة به و نستطيع معرفة تطور هذه الحالة دون القياس في زمن لاحق ... لكن هل يلغي هذا احتمالية الوصف في الأنظمة الكمية ؟
لو نحاول ثانية حل المسألة كلاسيكيا و حاولنا قياس موضع الجسيم بعد أن عرفنا اندفاعه - من أجل معرفة الحالة الكلاسيكية الموافقة - فالجواب لن يكون وحيدا ذلك أن الاندفاع و الموضع غير متلائمين اي لا يمكن تحصيلهما معا و بدقة و هو ما تشير اليه علاقة عدم التحديد موضع - اندفاع
عليه كل ما حصلنا عليه من معرفة دالة الموجة من قياس الاندفاع ومعرفة تطورها بعد ذلك مع الزمن هو دالة موجة ذات طبيعة احتمالية اذ تبقى دائما مقادير فيزيائية - ضرورية لمعرفة حالة النظام من وجهة نظر كلاسيكية - غير محددة بدقة و لا يسعنا الا معرفة احتمال الحصول على قيم لها ...
الأمر أشبة بنظرية الاحتمال لمتغيرين عشوائيين ضروريان لمعرفة أمر ما
فحتى لو كنا على دراية بأحدهما يبقى الثاني احتماليا - صيغة بايس - مثلا
و الله أعلم
تمت بعون الله و حفظه و الحمد لله رب العالمين