السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم أنه ترتفع درجة حرارة الموائع بالتسخين، فتزداد الطاقة الحركية لجزيئاتها ويكبر حجمها (تتمدد) وتقل كثافتها فتصير أخف، والعكس صحيح أيضاً فالطاقة الحركية لجزيئات الموائع تتناقص بخفض درجات حرارتها فيقل حجمها (تنكمش) وتزداد كثافتها فتصير أثقل نتيجة لسحب الحرارة منها (تبريدها).إن أفضل طريقة لتسخين الماء هي وضع المصدر (الموقد) تحته. تزداد الطاقة الحركية لجزيئات الماء القريبة من المصدر، وتقل كثافتها ويخف وزنها فترتفع إلى الأعلى ليحل محلها ماء بارد، وهكذا يتم تسخين جميع الماء. وبالمقابل فإذا أردنا تبريد ماء ساخن، فإننا نقلل من الطاقة الحركية لجزيئاته ونزيد من كثافته، فيثقل وزنه وينزل إلى الأسفل أسوة بغيره من الموائع ليرتفع عوضاً عنه ماء أسخن منه. وتصح هذه العملية حتى نبلغ درجة 4 مئوية حيث يصل الماء إلى أعلى كثافة ممكنة له وأثقل وزن يستطيع أن يبلغه فيبدأ شذوذه عن بقية الموائع.
إذا واصلنا عملية التبريد فإن كثافة الماء تقل فيصير أخف وزناً ويرتفع إلى الأعلى، وباستمرار التبريد نصل إلى درجة 0 مئوية حيث يتجمد الماء ويبقى طافياً فوق سطح الماء الأدفأ منه في الأسفل. هذا هو شذوذ الماء المشار إليه في سؤالك . فليس بين السوائل سوى الماء من يمتلك تلك الخاصية العجيبة، والتي "رغم تسميتها شذوذاً" تسدي أعظم خدمة للبشرية إذ تمكـّن الأسماك من الحياة في أكثر المناطق تجمداً.
أرجو أن أكون وفقت في توصيل الفكرة و لك مني أجمل تحية و 1000 سلام.