الحقيقة الحقيقة!!!
و في عصرنا هذا
لا أعرف و لكن مع مرور الأيام يتأكد لي
أنه يحق لنا أن نضع مبدأ يقابل مبدأ عدم التحديد في ميكانيكا الكم
يقول
بأنه دوما من المستحيل الوصول إلى الحقيقة
اسمعي الأطراف المتصارعة في بلادنا
و ستلمسين ذلك بكل يقين
الكل يقول أنصاف حقائق
ممن نقبل الحقيقة
ممن لا يفقه دينه
أم
ممن اتخذ الدين مطية له
و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
الحقيقة
من هذا الذي يستطيع أن يدعي الآن أنه يملك الحقيقة
ليست الحقيقة ملكا لأحد أو حكرا على أحد
ربما هذا ما أوصانا به رسولنا الكريم
أن نعتزل تلك الفرق كلها
لأن انضمامك لهم يعني أن تصبح إمعة
لا تدافع عن دين و عقيدة و إنما تدافع عن حزب أو عائلة أو ...
على المجال الشخصي عندما أتناقش مع أي شخص أجد أنه عقله مغلق في إطار معين، و ضمن مفاهيم معينة للمصطلحات، مفهوم غير متفق عليه،
كل أغلق فكره هو مستعد للحوار
و لكنه للأسف
حوار الطرشان!!!!!!!
و إذا تجرأت على النقد يتم اتهامك بالغيرة، أو بسوء النوايا أو ....
لن تغلبي لأن هناك الكثير من التهم الجاهزة تصلح لجميع الحالات الطارئة
و للأسف ، مما يحزن القلب أن تري أن بعض من يفعل ذلك يحمل راية اسلامية،
قولوا لي بالله عليكم
أليس لنا رب واحد و دين واحد و رسول واحد و هم واحد
ففيم هذا التفرق
و في البداية كانت الحركات الاسلامية هي الأمل الوحيد لنا، و وجودها كان بمثابة النور الذي يجعلنا على يقين بأن هناك من هو على الحق،
و لكن للأسف ما فتأت تلك الحركات تتمزق و ينشق بعضها عن بعض،
و خرجت تأويلاتها متباينة كلها تزعم أنها إسلامية ،
و ينظر كل منها للآخر نظرة الريبة و الحذر،
و هذا لوحده كاف لأن يدفعنا دفعا في مهاوي اليأس ،
و كمثال بسيط انظر فقط كم من حركة تتخذ من كتابات سيد قطب ذريعة لها و لمنهجها !
انظر للقاعدة ، انظر لحركة الحهاد الإسلامي،
انظر لحزب التحرير، انظر لجماعة التكفير ، ...
أنظر إليهم جميعا كيف يؤولون كتابات سيد قطب
، كيف تؤول نفس الكلمات تأويلات متباينة يتناحر أصحابها عليها.
هذا ما يحيرني ، كيف وقعوا جميعا في تلك التأويلات الخاطئة،
هل لأن نفوسهم مريضة بالفعل؟
أم لذنب ارتكبوه فأعمى بصيرتهم. و ما الحل ؟؟
هذا هو عالم الأسوياء للأسف، و في قضية خطيرة جدا
و فتنة عظيمة
صدقوني ليس الأمر فقط على هذا الصعيد بل يتعداه ليشمل تعاملاتنا اليومية مع الناس، في عالم يختلط فيه الحق مع الزيف ، و الحمية لدين الله مع المصلحة ، ...
و الناس سلوكها متناقض ما بين التضحية بكل غال نفيس بالروح و بالأولاد و بالمال من جهة و ما بين إيثار الدعة و السلامة و عدم الأخذ على يد الظالم.
أين تجد الحقيقة بين المفاهيم المختلطة و التناقضات العجيبة،
ليس لنا ملجأ إلا الله نبتهل إليه ألا يفتنا في ديننا
و لا يجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا،
و يهدينا سواء السبيل
أرجو ألا أكون أتقلت عليكم.