أما بالنسبة لقولك
رابعا/ اقتبس من كلامك (( وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية " وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس أو عبوديته لإرادة ( الطبيعة ) فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره ))
اوضحنا اننا عندما نقول بالحتمية فأننا لانعني بعبودية الطبيعة, ويجب ان نفرق بين الحتمية التي اودعها الله في الطبيعة لتنسيقها وانتظامها, وبين غيب الله وارادته, فنحن نعرف ان النجار عندما يصنع الكرسي نعرف ان الكرسي المصنوع ( الذي هو نتيجة ) انما جاء بسبب النجار, فالسبب والنتيجة في مثالنا هذا لايختلف عليه اثنان ابدا, لكن وحسب كلامك فهل يصح القول اننا عندما نقول ان النجار سبب لصنع الكرسي انما هو عبودية لارادة الطبيعة ؟!! وهل يصح انه عندما نقول ان الحركة ستسبب تباطؤ الزمن هي عبودية لارادة الطبيعة وانها غير ارادة الله سبحانه وتعالى ؟!! وهل يصح اننا لانستطيع دوما القول بأن الحديد يتمدد بسبب الحرارة لاننا اذا قلنا ذلك فأننا نقر بعبوديتنا لحتمية الطبيعة, الى اخره من الامور. ثم اننا عدم كشفنا لشيء ( خصوصا في المستوى الذري ) لايعني انه غير موجود. والا يصبح كشفنا للمستوى الذري مجرد صدفة ولغو لااكثر من ذلك ولا اقل.
أخي الكريم
لا ليس هذا ما أراده سيد قطب من قوله
أراد أن يقول أن التصور بأن هذا الكون بكل ما فيه هو آلة كبيرة تخضع لقوانين معينة محكومة بأسباب و نتائج فقط دون إرادة توجهها في كل لحظة و كل حين ليس مفهوما اسلاميا يجب أن ندافع عنه لأننا لا يجب أن نتكل على الأسباب و انما على خالق الأسباب
أراد أن يقول أن الاعتماد على أن أسباب السعادة مثلا مثل الغنى و السلطة و... ليست أسباب يجب أن تكون غاية الإنسان
و أن إتقان العمل لا يكون بهدف الحصول على الرزق و السمعة الحسنة بقدر ما هي وسيلة لنيل رضى الله
هذا ما أفهمه من الآية الكريمة
"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
و هذا هو الهدف السامي الذي يجب أن يسعى كل مسلم للوصول إليه
أن تكون حياته خالصة لله
و بعيدا عن العلم
هذا ما أراده سيد قطب أن يصل للناس
آسفة أنا على الإطالة
و يسعدني أن يمتد النقاش في هذا الموضوع
أشكرك أخي كثيرا بارك الله فيك و جزاك كل خير