ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يوم الفرقان..في ذكرى يوم الفرقان (مع غزوة بدر الكبرى ) <1>
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-09-2008, 01:27
الصورة الرمزية هوائية
هوائية
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 831
افتراضي يوم الفرقان..في ذكرى يوم الفرقان (مع غزوة بدر الكبرى ) <1>

وكان أبو سفيان - حين دنا من الحجاز - يتحسس الأخبار , ويسأل من لقي من الركبان ,
تخوفاً على أمر الناس [ أي على أموالهم التي معه في القافلة ]
حتى أصاب خبراً من بعض الركبان:أن محمداً قد استنفر أصحابه لك ولعيرك . فحذر عند ذلك .
فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري , فبعثه إلى مكة ,
وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلى أموالهم ,
ويخبرهم أن محمداً قد عرض لنا في أصحابه . فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلى مكة .

قال المقريزي في "إمتاع الأسماع":فلم يرع أهل مكة إلا وضمضم يقول:

يا معشر قريش , يا آل لؤي ابن غالب , اللطيمة [ وهي العير التي تحمل الطيب والمسك والثياب وليس فيما تحمله طعام يؤكل ] قد عرض لها محمد في أصحابه
. الغوث الغوث .
والله ما أرى أن تدركوها ! وقد جدّع أذني بعيره , وشق قميصه وحول رحله .

فلم تملك قريش من أمرها شيئاً حتى نفروا على الصعب والذلول ,
وتجهزوا في ثلاثة أيام . وقيل في يومين . وأعان قويهم ضعيفهم .
وقام سهيل بن عمرو , وزمعة بن الأسود , وطعيمة بن عدي , وحنظلة بن أبي سفيان , وعمرو بن أبي سفيان , يحضون الناس على الخروج .
فقال سهيل:يا آل غالب , أتاركون أنتم محمداً والصباة من أهل يثرب يأخذون عيراتكم وأمواكم ?
من أراد مالاً فهذا مال , ومن أراد قوة فهذه قوة .
فمدحه أمية بن أبي الصلت بأبيات !

ومشى نوفل بن معاوية الديلي إلى أهل القوة من قريش فكلمهم في بذل النفقة والحُملان لمن خرج .

فقال عبد الله بن أبي ربيعة:
هذه خمسمائة دينار فضعها حيث رأيت .
وأخذ من حويطب بن عبد العزى مائتي دينار وثلاث مائة دينار قوى بها في السلاح والظهر ,
وحمل طعيمة بن عدي على عشرين بعيراً , وقواهم وخلفهم في أهلهم بمعونة .
وكان لا يتخلف أحداً من قريش إلا بعث مكانه بعيثا .
ومشوا إلى أبي لهب فأبى أن يخرج أو يبعث أحداً ,
ويقال:إنه بعث مكانه العاصي , ابن هشام بن المغيرة - وكان له عليه دين - فقال:اخرج , وديني لك . فخرج عنه !
. . .
وأخذ عداس
[ وهو الغلام النصراني الذي أرسله عتبة وشيبة ابنا ربيعة بقطف من العنب لرسول الله [ ص ] يوم خرج إلى الطائف فرده أهله رداً قبيحا , وأتبعوه السفهاء والصبية يرمونه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين , فلجأ منهم إلى بستان عتبة وشيبة . وقد وقع في نفس عداس ما وقع من أمر رسول الله [ ص ] , فأكب على يديه وقدميه يقبلهما ! ]
يخذل شيبة وعتبة ابني ربيعة عن الخروج , والعاص بن منبه بن الحجاج .
وأبي أمية بن خلف أن يخرج , فأتاه عقبة بن أبي معيط وأبو جهل فعنفاه .
فقال ابتاعوا لي أفضل بعير في الوادي ! فابتاعوا له جملاً بثلاث مائة درهم من نعم بني قشير , فغنمه المسلمون !
.
وما كان أحد منهم أكره للخروج من الحارث بن عامر .
ورأى ضمضم بن عمرو أن وادي مكة يسيل دماً من أسفله وأعلاه .
ورأت عاتكة بنت عبد المطلب رؤياها [ وفيها نذير لقريش بالقتل والدم في كل بيت ]
. . .
فكره أهل الرأي المسير , ومشى بعضهم إلى بعض ,
فكان من أبطئهم عن ذلك الحارث بن عامر , وأمية بن خلف , وعتبة وشيبة ابنا ربيعة , وحكيم بن حزام ,
وأبو البختري [ ابن هشام ] وعلي بن أمية بن خلف , والعاص بن منبه ; حتى بكتهم أبو جهل , وأعانه عقبة بن أبي معيط , والنضر بن الحارث بن كلدة ,
فاجمعوا المسير
. .
وخرجت قريش بالقيان والدفاف يغنين في كل منهل ,
وينحرون الجزر , وهم تسعمائة وخمسون مقاتلاً . . وقادوا مائة فرس ,
عليها مائة دارع سوى دروع المشاة . وكانت إبلهم سبعمائة بعير .
وهم كما ذكر الله تعالى عنهم بقوله:
(ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ,
ويصدون عن سبيل الله , والله بما يعملون محيط)
. .
[ الأنفال:47 ] .

وأقبلوا في تجمل عظيم وحنق زائد على رسول الله [ ص ] وأصحابه , لما يريدون من أخذ عيرهم ,
وقد أصابوا من قبل عمرو بن الحضرمي والعير التي كانت معه [ في سرية عبد الله بن جحش ] .
. وأقبل أبو سفيان بالعير ومعها سبعون رجلاً [ في رواية ابن إسحاق ثلاثون رجلاً ] منهم مخرمة بن نوفل , وعمرو ابن العاص , فكانت عيرهم ألف بعير تحمل المال .
وقد خافوا خوفاً شديداً حين دنوا من المدينة ,
واستبطأوا ضمضم بن عمرو والنفير [ الذين نفروا بن قريش ليمنعوا عيرهم ]
. . فأصبح أبو سفيان ببدر وقد تقدم العير وهو خائف من الرصد .
فضرب وجه عيره , فساحل بها [ أي اتجه إلى ساحل البحر بعيداً عن طريق المدينة ] وترك بدراً يساراً ,
وانطلق سريعاً . .

وأقبلت قريش من مكة ينزلون كل منهل . يطعمون الطعام من أتاهم وينحرون الجزر
. .
وأتاهم قيس بن امرئ القيس من أبي سفيان يأمرهم بالرجوع ,
ويخبرهم أن قد نجت عيرهم .
فلا تجزروا أنفسكم أهل يثرب [ يعني لا تعرضوا أنفسكم لأن يذبحكم أهل يثرب ] فلا حاجة لكم فيما وراء ذلك .
إنما خرجتم لتمنعوا العير وأموالكم , وقد نجاها الله !
فعالج قريشاً فأبت الرجوع [ من الجحفة ] .
وقال أبو جهل:لا والله لا نرجع حتى نرد بدراً , فنقيم ثلاثاً ,
ننحر الجزر , ونطعم الطعام , ونشرب الخمر , وتعزف القيان علينا ;
فلن تزال العرب تهابنا أبداً
. .
وعاد قيس إلى أبي سفيان , فأخبره بمضى قريش .

فقال:واقوماه ! هذا عمل عمرو بن هشام [ يعني أبا جهل ] كره أن يرجع لأنه ترأس على الناس فبغى ,
والبغي منقصة وشؤم . إن أصاب محمد النفير ذللنا . .



قال ابن إسحاق:وقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي , وكان حليفاً لبني زهرة , وهم بالجحفة يا بني زهرة قد نجى الله لكم أموالكم , وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل . وإنما نفرتم لتمنعوه وماله فاجعلوا بي جبنها , وارجعوا , فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة . لا ما يقول هذا [ يعني أبا جهل ] فرجعوا , فلم يشهدها زهري واحد . . ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس , إلا بني عدي ابن كعب , لم يخرج منهم رجل واحد [ في إمتاع الأسماع أن طعمة بن عدي حمل على عشرين بعيراً , وقواهم وخلفهم في أهلهم بمعونة ] . . وكان بين طالب بن أبي طالب - وكان في القوم - وبين بعض قريش محاورة . فقالوا:والله لقد عرفنا يا بني هاشم , وإن خرجتم معنا , إن هواكم لمع محمد . فرجع طالب إلى مكة مع من رجع !
قال ابن إسحاق:وخرج رسول الله [ ص ] في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه .
وكانت إبل أصحاب رسول الله [ ص ] يومئذ سبعين بعيراً فاعتقبوها [ أي كانوا يركبونها بالتعاقب ] فكان رسول الله [ ص ] وعلي بن أبي طالب , ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيراً . وكان حمزة بن عبد المطلب , وزيد بن حارثة , وأبو كبشة وأنسة موليا رسول الله [ ص ] يعتقبون بعيراً . وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيراً . .
قال المقريزي في إمتاع الأسماع:
رد مع اقتباس