ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يوم الفرقان..في ذكرى يوم الفرقان (مع غزوة بدر الكبرى ) <2>
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20-09-2008, 22:09
الصورة الرمزية هوائية
هوائية
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 831
افتراضي رد: يوم الفرقان..في ذكرى يوم الفرقان (مع غزوة بدر الكبرى ) <2>

(إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ,
وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ,
ويذهب عنكم رجز الشيطان ,
وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام). .

فما قصة النعاس الذي غشي المسلمين قبل المعركة؟

إنها قصة حالة نفسية عجيبة , لا تكون إلا بأمر الله وقدره وتدبيره
. .
لقد فزع المسلمون وهم يرون أنفسهم قلة في مواجهة خطر لم يحسبوا حسابه ولم يتخذوا له عدته
. .
فإذا النعاس يغشاهم , ثم يصحون منه والسكينة تغمر نفوسهم ; والطمأنينة تفيض على قلوبهم

[ وهكذا كان يوم أحد . . تكرر الفزع , وتكرر النعاس , وتكررت الطمأنينة ]

. .



ولقد كنت أمر على هذه الآيات , وأقرأ أخبار هذا النعاس ,

[align=right]نذكر أن الكلام لسيد قطب[/align]

فأدركه كحادث وقع , يعلم الله سره , ويحكي لنا خبره
. .
ثم إذا بي أقع في شدة , وتمر عليّ لحظات من الضيق المكتوم ,

والتوجس القلق , في ساعة غروب
. .
ثم تدركني سنة من النوم لا تتعدى بضع دقائق

. .
وأصحوا إنساناً جديداً غير الذي كان
. .
ساكن النفس . مطمئن القلب . مستغرقاً في الطمأنينة الواثقة العميقة
. .
كيف تم هذا ?
كيف وقع هذا التحول المفاجىء ?
لست أدري !

ولكني بعدها أدرك قصة بدر وأحد .

أدركها في هذه المرة بكياني كله لا بعقلي . وأستشعرها حية في حسي لا مجرد تصور .

وأرى فيها يد الله وهي تعمل عملها الخفي المباشر . . ويطمئن قلبي . .

لقد كانت هذه الغشية , وهذه الطمأنينة , مدداً من أمداد الله للعصبة المسلمة يوم بدر:

(إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)
. .

ولفظ(يغشيكم)ولفظ(النعاس)ولفظ(أمنة). . كلها تشترك في إلقاء ظل لطيف شفيف ; وترسم الظل العام للمشهد , وتصور حال المؤمنين يومذاك , وتجلي قيمة هذه اللحظة النفسية الفاصلة
رد مع اقتباس