لا تنظروا إلي من الزاوية التي أظهر لكم فيها كمحتكر أو غير مسؤول أو...فلست كذلك إطلاقا، كل ما في الأمر أن استخدام المعادلة بقدر ما سيفيد في تحسين الحياة الإنسانية بقدر ما سيساعد على الدمار والخراب إن أسيء هذا الاستخدام.
كنت أنوي الجلوس إلى جانب أشخاص متخصصين ونناقش الأمر، لكن لا أحد يهتم حتى داخل الوزارة المعنية ببلدي التي كان يسيرها أشخاص سياسيون بالدرجة الأولى بغض النظر عن شواهدهم التي لا تمت بصلة لما نحن في صدد الحديث عنه.
سوف لن تصدقوا لو قلت لكم أنني راسلت وزرت أغلب الجهات المعنية ببلدي والتي تحمل شعار البحث العلمي وذلك ما بين 1996 و 2003 ثم فقدت الأمل فيهم بعد ذلك.
وهذه ليست مشكلة بلدي وحده، إنها مشكلة كل الدول العربية ودول العالم الثالث بصفة عامة. حتى أن علماءنا باعوا أنفسهم للمعاهد الغربية بعدما يئسوا من بلدانهم. فمن جهة معهم حق لأن الإنسان العربي باسثناء بعض الحالات النادرة لا يعترف بأخيه العربي ولا يقدره بينما يمجد الغربي ويأخذ بأفكاره ويعلمها لأبنائه، أما من جهة أخرى فهم يرتكبون أكبر غلط في حق أمتهم لأن للمجتمع علاقة بأفراده كعلاقة الكائن الحي بخلاياه. وإن كانت حياته مرتبطة كل الارتباط بحياة الأسر فإن أسباب ارتقائه تنبعث عن أقليات صغيرة من أفراد مبدعين مع العلم أن دور هذه الأقلية المبدعة في تطور المجتمع كدور الغدد في تطور الكائن الحي ونموه. ولما تخفق الطاقة الابداعية في مثل هؤلاء الأفراد ينهار المجتمع ويتوقف نموه مثلما يتوقف نمو الانسان بعدما تتعطل غدته الدرقية عن العمل، فما بالكم لو رحلوا؟
لم يعد العلماء علماءا كما عرَفهم التاريخ لنا. وحتى العلماء الغربيون اختلفوا كثيرا عما كان عليه من سبقوهم باسثناء القليل القليل منهم ، علماء من أجل العلم وتحسين الحياة الإنسانية وليست الشهرة أو المال ما يهمهم.
علماء اليوم هم علماء آكاديميين متعجرفين ومتكبرين،
يختلفون كثيرا عن العلماء العصاميين الذين يمولون أبحاثهم من مالهم الخاص ويخصصون الوقت لذلك من وقتهم الخاص و...
حسب علمي أن العلماء هم الأكثر اهتماما بالمستجدات كما أنهم يعيرون لأسئلة الأطفال اهتماما أكبر نظرا لكونها غريبة ومحرجة في غالب الأحيان فكيف لا يردون على طرح يتناول قضايا تهمهم ولو حتى بقولهم ماهذا التخريف.
سوف لن يقدر أحد منهم على ذلك وأتحداهم فمعي سيد الأدلة كما أن البناء النسقي الذي شيدته لشرح مختلف الظواهر المتعلقة بالإنسان لا يتنافى مع المنطق وتدعمه الرياضيات.