ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الفيزياء وأحكام اللغة العربية !
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-11-2008, 14:54
الصورة الرمزية ناصر اللحياني
ناصر اللحياني
غير متواجد
المُشـــرف العـــام
أبو صــالح وجُمــانة وراشــد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 14,476
افتراضي رد: الفيزياء وأحكام اللغة العربية !

[align=justify]انعكست مبادئ الفيزياء في كثير من قواعد العربية وتعليل أحكامها، وتسويغ قياسها. وهاكم جملة من المبادئ الفيزيائية التي انعكست في أحكام العربية:

1-قطبا المغنطيس المتماثلان يتنافران والمختلفان يتجاذبان (15)

أرخت هذه المعادلة سدولها على مسائل شتى في النحو العربي، منها عدم تقدم خبر"إن" وأخواتها عليهن مطلقاً(16)، فلا يجوز القول: "قائم إن زيداً"، بل يجب أن يتأخر الخبر، فيقال: "إن زيداً قائم" والعلة أن الخبر قد يأتي فعلاً: (جملة فعلية)، وإن في طبيعتها حرف مشبه بالفعل ، فلو جاز تقدم الخبر لتعاقب فعلان في جملة، وكأن الفعلين قطبا مغناطيس متماثلان، فلا يتجاذبان بل يتنافران، ولا علة غير ذلك.

وإيضاح القضية يكمن في تجويزهم تقدم أخبار كان وأخواتها عليها، (17) فتقول: "قائما كان زيدٌ و"إن" في حقيقة أمرها فرعٌ على كان، وكأن تعمل عمل الفعل، فتقدم الخبر عليها محمول على مفعول قدم على الفعل كما في قوله تعالى: "فريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون" (18)، فكيف جاز لكان ولم يجز لِ "إن" ؟! ولا علة سوى وجود علة التنافر وبخاصة إنَ، "كان" فعل ناقص، لا يرقى إلى الفعلية إلا في الدلالة على الزمن. وبكلمة إن الفعلية ضعيفة في "كان" وقوية في "إن "كأن "إن، قطب مغنطيس متماثل مع الخبر، فيتنافران.

وعلى شاكلة هذه المسألة منع العلماء "اجتماع الأمثال"، لذلك فروا منها إلى القلب أو الحذف أو الفصل، ومن أمثلته قولهم في"دهدهتُ الحجر"، دهديتُ "قلبوا الهاء الأخيرة يـاء كراهة اجتماع الأمثال (19).

ومنه أيضاً عدم دخول "الألف واللام" على المضاف، قال سيبويه: "واعلم أنه ليس في العربية مضاف يدخل عليه الألف واللام غير المضاف إلى المعرفة في باب الصفة المشبهة، وذلك في قولك: "هذا الحسن الوجه…"(20). وتفسيره أن المضاف يكتسب التعريف من المضاف إليه، ولو دخلته "الألف واللام" لاجتمعت عليه علامتا تعريف: الإضافة والألف واللام وهاتان العلامتان من أقطاب متجانسة، فتنتفران.

أما جواز دخولها على المضاف في باب الصفة المشبهه فمبرر ذلك أن هذه الصفة غير محضة، أي لا تفيد الاسم تخصيصاً ولا تعريفاً (21).[/align]

======================


[align=justify](15) BERKELEY, Electricité et Magnétisme, Vol.2 P. 381.
(16) ابن هشام: أوضح المسالك إلى ألفيه ابن مالـك، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، ط5،1399هـ-1979م، ج1 ص332.
(17) ينظر السيوطي: همع الهوامع، تحقيق وشرح د. عبد العال سالم مكرم، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1413هـ-1992م، ج2 ص160.
(18) سورة البقرة، الآية 87.
(19) يراجع السيوطي: الأشباه والنظائر في النحو، راجعه وقدم له د. فايز ترحيني، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1404هـ- 1984م ج1 ص40.
(20) سيبويه: الكتاب، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1408هـ-1988م، ج1، ص199-200.
(21) يراجع، ابن عقيل: شرح ابن عقيل، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، ط14/1385هـ- 1965م، ج2، ص44.[/align]
رد مع اقتباس