[align=center]بعد البيان الحجة والبرهان:[/align]
[align=justify]ما تقدم، نماذج سقناها، لأنها تجسد رواسب الفيزياء، إن في تعليل الحكم الذي تحمله، أو في تسويغ السلوك اللغوي الذي تنتحيه . وهي ظواهر لغوية تعكس جليا أصول الفيزياء ومبادئها. وعليه لم يمكـن قولنا بالترابط بين الفيزياء وأحكام اللغة من باب الحدس والتخمين، بل من باب الواقع واليقين، يشد أزر ما نقرره جملة أدلة، منها:
1. نظر النحاة واللغويون إلى اللغة نظرة عقلية مادية، لم يفرقوا بينها وبين الوقائع الطبيعية. فالظواهـر اللغوية لا تختلف عندهم عن ظواهر الحياة المادية، لذلك أخضعوها لأحكام العقل ومعاييره. فقد وازنوا بين العامل النحوي والعامل الحسي الطبيعي كالنار والماء وسواهما. يدعم ذلك قول البصريين في العامـل: "إنما قلنا إن العامل هو الابتداء وإن الابتداء هو التعري من العوامل اللفظية لأن العوامل في هذه الصناعة ليست مؤثرة حسية كالإحراق للنار والإغراق للماء والقطع للسيف" (64).
ولجأوا أيضاً إلى الأحكام المنطقية العقلية في تفسير الظواهر النحوية. من أمثلته حجة البصريين في عامل نصب المفعول به، قالوا: "… إنما قلنا إن الناصب للمفعول هو الفعل دون الفاعل وذلك لأنا أجمعنا على أن الفعل له تأثير في العمل، أما الفاعل فلا تأثير له في العمل، لأنه اسم، والأصل في الأسماء أن لا تعمل، وهو باقٍ على أصله في الإسمية ، فوجب أن لا يكـون له تأثير في العمل، وإضافة ما لا تأثير له في العمل إلى ما له تأثير ينبغي أن يكون لا تأثير له" (65).
2. استعمل النحاة واللغويون الأساليب الفيزيائية في برهان قضية أو تأكيد حكم أو تفسير ظاهرة لغوية. وهذا الاستعمال يرجح انعكاس المبادئ الفيزيائية في أصول العربية. من براهين اللغويين ما لجأ إليه الخليل عند تقرير أثقل الحركات.
روى السيوطي ذلك بقوله: " قال رجل للخليل: لا أجد بين الحركات فرقاً، فقال له الخليل: ما أقل ما يميز أفعاله ، أخبرني بأخف الأفعال عليك، فقال: لا أدري، قال أخف الأفعال عليك السمع لأنك لا تحتاج فيه إلى استعمال جارحة إنما تسمعه من الصوت وأنت تتكلف في إخراج الضمة إلى تحريك الشفتين مع إخراج الصوت، وفي تحريك الفتحة إلى تحريك وسط الفم مع إخراج الصوت، فما عمل فيه عضوان أثقل مما عمـل فيه عضو واحد" (66). وفي هذا التعليل يجد المرء نفسه أمام مختبر فيزيائي، تقرر الحقائق على ضوء النتيجة التي تحكيها المحصلة النهائية. وجملة القول إن برهان النحويين واللغويين يحمل روح العلم وأصوله. ولا ضَير بعد أن يقول ابن جني في ختام شرح قضية التقاء الساكنين: " وهذا برهان ملحق بالهندسي في الوضوح والبيان"(67)، مشيراً إلى روح العلم المتجسدة في أحكام العربية، ومنها كذلك الفيزياء، نَظَراً لحاجة الهندسة إلى الفيزياء.
3. أشار الجاحظ إشارة حية إلى مبدأ الفيزياء وغيره من العلوم الكامنة في العربية ومبادئها بحيث بات ولوج مسائل النحو العربي، والخوض في لججه يتوقف على الإلمام بمبادئ تلك العلوم، وإلا يعود الباحث بلا مغنم ولا ظفر. قال الجاحظ نقلاً عن الخليل: "لايصل أحد من علم النحو إلى ما يحتاج إليه حتى يتعلم ما لا يحتاج إليه "(68). والفيزياء في بادئ الأمر ، لا يحتاجها طالب العربية، ولكنها لما انعكست مبادئها في النحو العربي، باتت معرفتها ضربة لازم على مريد العربية.
وترتب على ما سبق أن تحولت كتب النحـو في التراث العربي إلى موسوعة للعلوم والمعارف، تجاوزت بمدخراتها مسائل النحو إلى أصول العلوم الأخرى، يشفع ذلك ما روي عن الجرمي أنه كان يقول:" أنا منذ ثلاثين أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه.قال : فحدثت به محمد بن يزيد على وجه التعجب والإنكار، فقال: أنا سمعت الجرمي يقول هذا- وأومـأ بيده إلى أذنيه-وذلك أن أبا عمرو الجرمي كان صاحب حديث، فلما علم كتاب سيبويه تفقه في الحديث إذ كان كتاب سيبويه منه النظر والتفتيش" (69).
4. اشتغل النحاة واللغويون بالعلوم الطبيعية وغيرها من العلوم البحتة، ولم تقتصر ثقافتهم على العربية. فالخليل بن أحمد الفراهيدي اشتغل بالحساب وأتقنه، "وكان سبب موته أنه قال : أريد أن أقرب نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البقال فلا يمكنه ظلمها…"(70). واستطاع الخليل بفكره الرياضي أن يستنبط " من العروض ومن علل النحو ما لم يستنبطه أحد، ولم يسبقه إلى مثله سابق"(71).
وألمّ بعض النحـاة بالفلك ، وأسهموا في وضع مؤلفاته، منهم محمد بن حبيب الفرازي الذي كان "نحوياً ضابطاً جيد الخط أخذ عنه المازني… وهو مع ذلك عالم بالنجوم، وله القصيدة التي تقوم مقام زيجات المنجمين…" (72).
وظهر أثر النحاة واللغويين في الطبيعيات من خلال تأليفهم في الأنواء ومظاهر الطبيعة الأخرى. فللأصمعي كتاب في "الأنواء" (73)، وآخر في النبات والشجر (74) وللنضر بن شميل (75) كتاب "الأنواء" وكذلك لمؤرّج السَّدوسي (76). وهي مواد تمتّ إلى الفيزياء بصلة وثيقة. ومن الطبيعي أن يستعمل العلمـاء ما أتقنوا من علوم وحذقوا من معارف في أثناء تقيدهم القواعد، وتحريرهم مسائل العربية.
5. قاسمت الفيزياءُ العربيةَ جانباً من موادها: فالأصوات مادة تشترك فيها كل من العربية والفيزياء ، لأن مستويات التحليل اللغوي تشمل الأصوات والصرف والنحو والمعجم (77). فمن البديهي أن يتبادل كل علم مع الآخر المنهج والأصل، نظراً للتشابه بينهما. ولا غرابة أن يطبق النحويون منهج الفيزيـاء في دراساتهم.
ومن شواهده منهج ابن جني في تفسيره أقسام الحروف ومخارجها، قال: "…والإطباق: أن ترفع لسانك إلى الحنك الأعلى مطابقاً له، ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً، والصاد سيناً والظاء دالاً، ولخرجت الضاد من الكلام، لأنه ليس من موضعها شيء غيرها تزول الضاد إذا عدمت الإطباق " (78).
6. استفاد علم اللغة من العلوم الأخرى في أبحاثه اللغوية، ومن بينها الفيزياء، يؤازر ذلك قول أحد الدارسين: : "إن علم اللغة قد أصبح علماً مستقلاً ببحث اللغة ويستفيد من كل فروع المعرفة التي تنير جوانب مختلفة في بحث اللغة، فإلى جانب الإفادة من أجهزة القياس الصوتي والوسائل الإحصائية ونتائج علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم فيزياء الصوت…"(79)، تركت كل هذه العلوم بصماتها في النحو واللغة العربيين، ومن بينها علم الفيزياء بلا شك.
7. بقيت معالم الفيزياء بادية للعيان في بناء القاعدة النحوية، فالقانون الفيزيائي الأساسي لا يمنع وجود قانون آخر بجانبه، يدل على ذلك ما جاء في أحكام "لم". نقل المرادي (80) في " الجنـي الداني" القاعدة فجاءت : لم حرف نفي له ثلاثة أقسام: الأول أن يكون جازماً، نحو "لم يلد ولم يولد" (81)، وهذا القسم هو مشهور، والثاني أن يكون ملغى لا عمل له، فيرتفع الفعل المضارع بعده،… والثالث أن يكون ناصباً للفعل… هكذا وجدت قاعدة أساسية، وقاعدة أخـرى تعارضها. وعليه يلاحظ أن القانون اللغوي يشبه قانون الجاذبية في الفيزياء … لكن وجود قانون ما لا يمنع وجود قانون آخر يعارضه في العمل.
فقانون الجاذبية يقضي بأن الأجسام كلها تسقط نحـو مركز الأرض في خط شاقولي، لكن هذا لا يمنع أن نرى صفحة من الورق تنـزلق في خط متعرج، وأن نرى البالون يرتفع نحو الأعلى، إن القانون في اللغة كالقانون في الطبيعة، لا يمضي دون أن يصطدم بقوانين أخرى" (82).
8. سلك اللغويون في تقنين أحكام لغتهم مسلكاً يتصف بروح العلم ومنهجه (83). فقاموا أولاً بجمع المادة اللغوية من منابعها (84)، ثم درسوها، ملاحظين المتغيرات في السلوك اللغوي وصولاً إلى استنباط القاعدة ورسم النظرية. وفي هذا دليل على أن الفيزياء ومبادئها قد انعكست في اللغة ومبادئها.
فالفيزياء مادة علمية، وكذلك حال اللغة التي لم تعد تختلف عن بقية العلوم. و"لقد كان لهذا العلم تاريخ لا يختلف في الحقيقة عن تاريخ بقية العلوم التي تقوم على الملاحظة والاستنباط كالجيولوجيا والكيمياء والفلك والطبيعية التي بناها النشاط العقلي في العصر الحديث على الملاحظة الضئيلة والاستنباط البدائي الذي تمّ في العصور الماضية" (85).
وليس بغريب بعد أن يكون النحويون واللغويون قد استمدوا من العلوم الطبيعية (الفيزياء) الأدلة التي فسروا على هديها أحكامهم، وبخاصة بعد استعمالهم للأمثلة الطبيعية والأدلة الرياضية. ويقال بشيء من الاطمئنان إن "اللغة وضعت في جو من الوعي العقلي، والذهن الذي يختار ويفضل، فيستعمل أداة لمعنى، ثم يستغني عن غيرها من الأدوات، كما هو الشأن في الحياة التي يلاحظها العقل، ويخضعها لأساليبه وطرائقه…" (86).
[align=center]تقويـم[/align]
ما ذكر من أدلة تعتبر البيان، وفيها الحجة والبرهان على صدق فرضية التبادل بين علم الفيزياء وأصول اللغة والنحو من جهة تعليل الأحكام والاستدلال عليها. أمام هذه الإشكالية نقدم توجيهين،
الأول تربوي يقضي بضرورة إلمام مدرس العربية وطالبها بأصول الفيزياء، حين يروم في مصادر النحو باحثاً فيه، ليحصل على بغيته بأيسر الطرق وأقل جهد. ولهذا قال شمر معقباً على قول الخليل: " لا يصل أحد من علم النحو إلى ما يحتاج إليه…": "إذا كان لا يتوصل إلى ما يحتاج إليه إلا بما لا يحتاج إليه فقد صار ما لا يحتاج إليه يحتاج إليه…"(87) .
والثاني معرفي يؤكد أن الدرس النحوي درس علمي، يسير وفق منهاج العلوم وأصوله. ولا نخبط فيما نقول خبط عشواء أو صيد ظلماء، لأن هذا الأمر أثبتته الأدلة وعززته الشواهد. وقد لحظ علماء اللغة هذه القضية حين فصلوا الدراسات اللغوية عن الفلسفة، واعتبروها فرعاً من فروع المعرفة " هذه النظرة التاريخية وما يتصل بـها من فكرة التطور إلى الاهتمام الكبير بالمذهب الميكانيكي الفلسفي في ذلك العهد لم تجعل علم اللغة في انسجام مع العلوم الطبيعية فحسب، بل جعلته في حمايتها أيضاً وعلى الأخص علم الحياة من بين العلوم" (88).
وعلى ضوء التوجيه الأول نقول مرشدين طلاب التخصص الجامعي، عليهم التأني في اختيار قسم العربية وعلومها فرعاً لاختصاصهم ، فلا يحسبوا –غافلين- أنهم اختاروا العربية لحذقهم في الأدب وميلهم له، مع فقدهم الاستعداد العلمي الفطري في تفكيرهم. وإن فعلوا ذلك خرجوا- على أغلب الظن- عاجزين عن الإلمام بقواعد لغتهم وهي لبّ اختصاصهم وقطب رحاه.
والذي جرهم إلى هذا المأزق نظرتهم -كما هو شائع- إلى اللغة وعلومها على أنها حقل من حقول الأدب، وما دروا أن دراسة اللغة يجب أن ينظر إليها نظرة إلى علم طبيعي بقوانين ميكانيكية على نحو ما كان مفروضاً في قوانين الطبيعة. (89) واستناداً إلى الأمر الثاني نقول إن الدرس النحوي درس علمي تتجدد وسائله وتتطور بتطور الحضارة والتقدم التكنولوجي. وعليه فإن العزوف عن النحو العربي، واتهامه بالصعوبة ينبع من مبدأ عدم النظرة إليه نظرة علمية وفق ما ترتضيه مادته وأصوله ، فيأتي الإلمام به قاصراً قصور المنهج، مبتوراً بتر النظرة .
إننا بحاجة إلى نظرة جديدة إلى اللغة وأحكامها ، نظرة فيها التعقل والتدبر، مع التسلح بالمنهج العلمي. فإن فعلنا ذلك حُلَّت كثير من مشاكلنا اللغوية.
ونقول خاتمين إن النحو العربي علم كسائر العلوم، فيجب أن يعطى ما يستحق من الأهمية التي تعطى لبقية العلوم، من الاستعداد والعناية والمنهج وبذل الجهد، وإلا تكون بدايتنا قاصرة خاطئة… ننتظر بعدها المحصلة الخاطئة والحرمان من جني الثمار، والفوز بالخسران، يصدقه قول الشاعر :[من الوافر]
إذا ضيَّعْتُ أَوَلَ كًلَّ أَمْرِ
أَبَتْ أَعْجَازُهُ إلاّ التْوَاءَ (90)[/align]
======================
[align=justify](64) يقصد بالأمثلة الماضي والمضارع والأمر.
(65) عبد القاهر الجرجاني: كتاب المفتاح في الصرف، حققـه وقدم له د. علي توفيق الحمد، مؤسسة الرسالة ودار الأمل، بيروت وإربد (الأردن)، ط1،1407هـ-1987م، ص65.
(66) السيوطي: المزهر في علوم اللغة وأنواعها، شرحه وضبطه وصححه… محمد أحمد جاد المولى وآخرون، دار الجيل، بيروت، لا تا، مج1، ص346.
(67) يراجع، السيوطي: همع الهوامع، ج5، ص81.
(68) ينظر أبو بركات بن الأنباري: الإنصاف في مسائل الخلاف، ج1، ص46.
(69) أبو بركات الأنباري: الإنصاف في مسائل الخلاف، ج1 ص80.
(70) السيوطي: الأشباه والنظائر في النحو، ج1، ص 202.
(71) ينظر ، ابن جني: الخصائص، ج1، ص60.
(72) الجاحظ: الحيوان، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي، مصر، ط 2، 1965م، مج 1، ص37-38.
(73) الزبيدي: طبقات النحويين، ص75.
(74) يراجع القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط2، 1981م، ج1، ص346.
(75) ينظر، الزبيدي: طبقات النحويين واللغويين ، ص47.
(76) يراجع، ياقوت الحموي: معجم الأدباء، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1988م، مج9، ج17، ص118.
(77) القفطي: إنباه الرواة، ج2، ص202، والسيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر بيروت، ط2، 1399هـ-1979م، مج2، ص113.
(78) ابن النديم:الفهرست، دار المعرفة، بيروت، لا.ت، ص82.
(79) ابن النديم: الفهرست ، ص77.
(80) ابن النديم: الفهرست، ص71.
(81) ماريو باي (Mario Pei): أسس علم اللغة، ترجمة د. أحمد مختار عمر، منشورات جامعة طرابلس (ليبيا)، كلية التربية، 1973م، ص43-44، وميشال زكريا: الألسنية (المبادئ والأعلام)، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ط2،1402هـ-1983م، ص208.
(82) ابن جني: سر صناعة الإعراب ، ج1، ص61.
(83) د. محمود فهمي حجازي: علم اللغة العربية، وكالة المطبوعات، الكويت، لا تا، ص57.
(84) المرادي: الجني الداني في حروف المعاني، تحقيق د. فخر الدين قباوة، المكتبة العربية، حلب، ط1، 1393هـ-1973م، ص266.
(85) سورة الإخلاص، الآية 3.
(86) 93.Marouzeau language, Paris,3rd edition,1950,p
(87) المنهج العلمي يفترض الانطلاق من ملاحظة الأحداث والمعطيات اللغوية إلى الفرضيات ثم التأكد من صحة الافتراض للواقع اللغوي، فبناء نظرية قائمة على هذه الافتراضات، ينظر د. ميشال زكريا: الألسنية علم اللغة الحديث (المبادئ والأعلام)، ص141.
(88) كان الخليل بن أحمد والكسائي يخرجان إلى بوادي الحجاز ونجد وتهامه، فيسمعون منهم اللغة ويكتبونها عنهم، حتى قيل: إن الكسائي أنفذ خمس عشرة قنينة حبراً في الكتابة عن العرب. يراجع، السيوطي: بغية الوعاة..، مج2، ص163.
(89) W.D. Whitney Language and the study of language, London, 1880,P10.
(90) د. محمد خير الحلواني: الخلاف النحوي، دار الأصمعـي ودار القلم العربي، حلب، لا.تا، ص285.[/align]