الجهاز الجلدي
الحروق
تعريف :
هو تخرب خلايا الجسم بسبب احتراقها بالنار أو بالمواد الكيميائية
الحارقة أو بالتيار الكهربائي أو بغيرها .
أولا : الحروق النارية :
تختلف درجة الحروق بين حالة وأخرى إذ يعتمد ذلك على عمق هذه الحروق
وامتدادها وهي تقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ- حروق من الدرجة الأولى :
وهي تلك التي تتصف بالاحمرار في الطبقة السطحية من الجلد وقد تشاهد
بعض النفاطات ( جيوب وفقاعات جلدية مملوء بسائل أصفر ) وتسبب ألما مزعجا
بسبب تأثيرها على النهايات العصبية وعادة تشفى هذه الحروق خلال 3-5 أيام .
ب- حروق من الدرجة الثانية :
وتسبب ضرار أعمق نسبة لحروق الدرجة الأولى وتشاهد النفاطات مع بقع
حمراء تفرز سائل ذات لون أصفر وتشفى هذه الحروق خلال عدة أسابيع وعادة لا
تترك ندبات إذا لم تتقيح أما إذا حدث فيها الالتهاب والتقيح فإن شفاءها يتأخر
وتترك مكانها ندبة جلدية واضحة .
ت- حروق من الدرجة الثالثة :
وهي حروق شديدة تدمر كامل سطح الجلد فلا يعود هناك مجال لتشكل أية نفاطات
بل يشاهد رشح شديد للسوائل في المنطقة المحروقة كما تبدو متضخمة وصلبة
وتكون غير مؤلمة نظرا لاحتراق النهايات العصبية .
علما أن خطورة وأهمية الحرق لا تكون بالنسبة لدرجته فقط بل ترتبط بالمساحة
التي شملها لذلك نجد أن حرقا واسعا من الدرجة الأولى يكون أخطر بكثير من
الدرجة الثالثة .
ويعتقد بأن إصابة ثلث مساحة الجسم بالحروق من الدرجة الأولى تهدد حياة المصاب
وتقدر بعض الإحصائيات أن الحرق ما بين 20 - 30 % من مساحة الجسم يهدد
الحياة بنسبة 40 % وكلما زادت مساحة المنطقة المحروقة عن ذلك زاد احتمال
حدوث الوفاة وقد درج العاملون في هذا الحقل على التوزيع التالي :
* مساحة رأس الإنسان تمثل 9 % من كامل مساحة جسمه .
* مساحة الصدر والبطن 18 % .
* مساحة الظهر 18 % .
* مساحة كل طرف علوي لوحده 9 % .
* مساحة كل طرف سفلي لوحده 18 % .
* مساحة المنطقة التناسلية 1 % .
ومن الجدير ذكره أن تعرض الإنسان للحروق قد يؤدي إلى حدوث الصدمة وقد
تحدث بسبب الألم الشديد الناتج عن الحرق أو نتيجة الرشح الشديد للسوائل
من الجسم بسبب اتساع مساحة الحرق أو للسببين معا .
ث- إسعاف الحروق النارية :
ماذا يفعل المسعف إذا وجد نفسه وجها لوجه أمام إنسان قد اشتعلت فيه النيران ؟
* قبل كل شئ يجب منع المصاب من الجري لأن ذلك يزيد من اشتعال النيران .
* يمدد الإنسان المشتعل فورا فوق الأرض بحيث يكون الجزء المشتعل من جسمه
إلى الأعلى لأن لهب النيران يتجه نحو الأعلى فإذا كان اشتعال النيران في الظهر
علينا وضع المصاب في حالة الانبطاح .
* في الحال يقوم المسعف بإلقاء كميات كبيرة من الماء فوق جسم المصاب
فإذا لم يتوفر الماء على الفور يلقي فوقه بساطا أو بطانية أو ستارة سميكة
أو منشفة كبيرة أو ما شابه ذلك ثم يضغطه فوق المشتعل او يلفه به لمنع
الهواء عن النار .
* لا يستعمل ارمل أو التراب لإطفاء الحروق لأنها تلوث الحروق وتجرثمها
وتستعمل فقط عند الضرورة القصوى .
* ينصح دائما بالبدء بإخماد النار من الرأس وباتجاه القدم .
* يسكب فورا الماء البارد بوفرة على المنطقة المحترقة أو يغمس العضو المحترق
كله بالماء , وإذا كان متعذرا سكب الماء على المنطقة المحترقة أو غطسها بالماء
تؤخذ رفادة سميكة مثل منشفة مطوية وتغمر بالماء البارد ثم توضع على السطح
المحترق ويعاد ترطيبها به كلما أصبحت حارة .
* يحذر من وضع كامل جسم المصاب في الماء البارد أو استعمال الماء شديد
البرودة ( المثلج ) أو استعمال أكياس الثلج .
* يجب الاستمرارفي تبريد الحروق مدة عشر دقائق أو أكثر حتى تخف حدة الألم .
* تنزع قطع الثياب التي لا تزال تحترق أو المبللة بالماء عبر قصها بالمقص
ولا تنزع أبدا قطع القماش الملتصقة بالجلد .
* لا يلمس سطح الجلد إطلاقا ولا ينزع عنه أي شئ ملتصق به .
* تنزع الألبسة الضاغطة مثل الأحزمة والجوارب وربطات العنق والأسارو والخواتم
وما شابه قبل بدء انتفاخ الأعضاء المحترقة .
* يحافظ على الحروق نظيفة حفظا لها من التلوث والإنتان .
* لا تفقا النفاطات إن وجدت .
* تدهن المنطقة المصابة بمرهم للحروق مثل ( الفلامازين ) .
* تشد المنطقة المحترقة برفق بقطعة قماش معقمة أو نظيفة أو بالشاش , وتثبت
برباط محكم دون ضغط كما ينصح بإبقاء الطرف المحروق مرتفعا إن أمكن
بحيث يكون أعلى من مستوى الجسم .
* ترفع معنويات المصاب ويشد من عزيمته .
* يدفأ المصاب تماما وينقل فورا إلى المستشفى .
تعتبر الحروق خطيرة في الحالات التالية :
* إذا شمل الحرق أكثر من 10 % من كامل سطح الجسم .
* إذا كان المريض يعاني من بعض الأمراض كالسكري وقصور القلب وتشمع
الكبد واضطراب الكلية .
* إذا أصبيت منطقة الأعضاء التناسلية .
* إذا كان المصاب فوق الستين من العمر .
* غذا كان المصاب تحت سن الستين من العمر وعند الأطفال الصغار يعتبر
الحرق خطيرا عندما يصيب 5 % من الجسم .
* الحروق التي تشمل منطقة الوجه واليدين والقدمين .
* العناية بالتنفس والحالة العامة والتهوية إن خطورة الحرق الناتج عن المواد
الكيميائية تعتمد على تركيز المادة الحارقة وعلى فترة تماسها مع جسم الإنسان لذلك
فإن الإسعاف السريع في مكان الإصابة يخفف كثيرا من الأذى الحادث .
* الإمتناع عن غسل الحروق الناتجة عن الفوسفور بالماء أو بأي سائل آخر .
تحذيرات هامة :
1- تجنب استعمال كل أشكال الحوامض للحروق .
2- تجنب استعمال الزيوت أو الزبدة لأنها تزيد خطورة الحرق .
3- تجنب استعمال القطن لأنه يترك أليافا تسبب التهابا مكان الإصابة .
4- تجنب استعمال معجون الأسنان لأن ذلك يزيد من خطورة الحرق .
5- تجنب فتح الفقاقيع الموجودة وخصوصا عندما تكون كثيرة وترك ذلك للطبيب .
ثانيا : الحروق الكهربائية :
قد يؤدي تعرض الجسم للتيار الكهربائي إلى حدوث صدمة عصبية تؤدي إلى توقف القلب
وحدوث الموت السريع أو قد يكون الضرر ما دون ذلك .
عندما نواجه شخصا أصيب بتيار كهربائي فقد يكون التيار لا يزال ساريا في جسمه
( أي قد يكون المصاب لا يزال في حالة تماس مع التيار ) .
الإسعاف :
* قطع التيار قبل إجراء أي شئ آخر وإذا كان ذلك متعذرا فعلينا إبعاد المصاب عن
التيار باستعمال مواد عازلة للكهرباء كالأخشاب أو الثياب الجافة أو الوقوف فوق
قطع خشبية أو مطاطية مع الانتباه الشديد إلى أن لمس المصاب وهو لا يزال تحت
تأثير التيار الكهربائي يؤدي إلى انتقال الكهرباء إلى اللامس وإصابته بالضرر .
* بعد إبعاد التيار الكهربائي عن المصاب نبدأ بالإسعاف فإذا كان قلب المصاب
قد توقف يجب إجراء الإحياء القلبي الرئوي فورا على أن تعالج الحروق فيما بعد
كما ذكر سابقا .
ثالثا : الحروق الكيميائية :
وهي التي تنتج عن بعض المواد والأحماض والقلويات الكيميائية وتؤدي إلى
حروق خطيرة ومؤلمة .
أ- الإسعاف :
* غمر المنطقة المحروقة فورا ولمدة عشر دقائق بماء جار وغزير وكلما تأخر
هذا الإجراء كلما اصبيت المنطقة المحترقة بالتموت .
* تنزع كل الملابس المحيط بالحرق لأن المواد الكيميائية قد تكون عالقة
بالملابس وتسبب أضرارا إضافية .
* يراعى الحفاظ على الحروق نظيفة مع الإعتناء في تضميدها وحمايتها من
التلوث بالجراثيم والأوساخ .
* إذا دخلت المواد الكيميائية الكاوية إلى العين فإن المصاب يميل إلى إغلاق عينيه
بقوة وذلك بسبب الألم لذلك يجعل المصاب مضطجعا على جانب الجهة المصابة بحيث
تسيل الغسولات بعيدا عن العين الأخرى وبعدها تفتح العين المصابة بلطف ويترك الماء
الجاري لمدة عشرين دقيقة يمكن لهذا التدبير أن ينقذ العين المصابة من العمى الدائم .
ب- تعليمات حول علاج الإصابات الناتجة عن الأسلحة الكيميائية :
* تبديل كل ما يرتديه المصاب من ثياب مع حماية يدي نازع الثياب باستعمال قفازات واقية .
* غسل جميع أجزاء الجسم خاصة الجروح بالماء والصابون .
* في حال انتشار الغازات الشالة للأعصاب يستعمل الكحول النشادري الممدد بمرتين
في الماء العادي أو محلول بيكربونات الصوديوم أو 25 غراما من الصابون .
* في حالة انتشار الغازات المثيرة والممددة للجلد وكذلك الشالة للأعصاب يستعمل
محضر ( ملح ثاني أو ثلث هيوكلوريت الكالسيوم ) أو 10 % محلول مائي أو كحول
مائي من ( الكلورامين ) أو محلول ( دي كلورامين 5 % ) .
* عندما لا يكون الغاز معروفا يجب أن يتم المسح أو الغسل بمحلول حامضي .
ج- الوقاية من الأسلحة الكيميائية :
إن استعمال الأسلحة الكيميائية في الحروب أمر مخيف ومربك لذلك فإن
اتباع الاحتياطات والتدابير الضرورية في هذا المجال يخفف كثيرا مخاطر تلك
الأسلحة وفيما يلي نورد بعضا من أساليب الوقاية :
1- يستمر تأثير الغازات في الحروب من ساعة إلى ساعتين فقط .
2- إن معظم الغازات تتجه بثقلها إلى الأسفل وإن عددا ضئيلا منها يتصاعد نحو
الأعلى مما يعني إن الطوابق أكثر حماية من الطوابق السلفية .
3- عادة لا تؤثر الغازات إلا إذا كانت كثافتها عالية .
4- يمكن الوقاية من معظم الغازات بالبقاء في غرفة محكمة الإغلاق ويمكن
بالإضافة لذلك استعمال شريط لاصق أو وضع منشفة مبللة بالماء والصابون أسفل
الباب ويمكن كذلك استعمال شراشف مبللة بالماء والصابون حيث توضع على
كافة الأبواب والنوافذ .
5- يمكن تحضير قناع بسيط باستعمال قطعة شاش أو أي قماش آخر بطول متر
واحد تقريبا ويثبت عليه في المنطقة المواجهة للفم والأنف منه قطعة قطن أو
قماش إضافة بسماكة 1-2 سم وكذلك إضافة مسحوق الفحم حيث يوضع داخل
قطعة قماش أو القطن هذه ثم يبلل بمحلول بيكربونات .
6- إذا كان هناك ضرورة للخروج إلى الشارع فيجب ارتداء معطف وقبعة ونظارات
وفي حال تساقط غازات سائلة على الجسم أو رذاذ يجب خلع كل ذلك وتركه في الشارع
والسير بعكس اتجاه الريح والاختباء تحت أي سطح .
7- غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام وشرب الماء من أماكن
محفوظة ضمن المنزل وفي حال الشك يكفي غلي الماء أو الحليب أو أية سوائل
أخرى وتناول الأطعمة المحفوظة في البيت بعد تسخينها بما في ذلك الخبز .
8- عند التأكد من التعرض للإصابة في أي مكان يجب خلع الثياب كاملة وأخذ حمام
لمدة عشر دقائق وارتداء ثياب غير ملوثة .
9- مراجعة أقرب مستشفى إذا ظهرت أعراض في العين ( حكة , حرقة , سيلان , الدمع
احمرار , وذمة , رجفة ) أو أية أعراض جلدية أخرى ( احمرار موضعي , تقرح ) وكذلك
إذا ظهرت إقياءات أو إسهالات شديدة .
10- ان بعض الغازات يظهر تأثيرها بعد ( 4-15 ) ساعة من تماسها مع الجسم .
11- يمكن في أحوال خاصة إذا ظهر ضيق في التنفس أو تشوش في الرؤيا أخذ
حقنة أتروبين بعد استشارة الطبيب .
12- إذا كنت في سيارة يفضل التوقف وإغلاق جميع النوافذ والتنفس ببطء .
.............يتبع..............