(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو). .
إنه الغيب . . إنه المجهول . . والعقل البشري - تلك الذبالة القريبة المدى - إنما يسبح في بحر المجهول .
فلا يقف إلا على جزر طافية هنا وهنالك يتخذ منها معالم في الخضم .
ولولا عون الله له , وتسخير هذا الكون , وتعليمه هو بعض نواميسه , ما استطاع شيئا . .
ولكنه لا يشكر . . (وقليل من عبادي الشكور). . بل إنه في هذه الأيام ليتبجح بما كشف الله له من السنن , وبما آتاه من العلم القليل . .
ويتبجح أحيانا فيزعم أن "العلم" يقابل "الغيب" وأن "العلمية " في التفكير والتنظيم تقابل "الغيبية " وأنه لا لقاء بين العلم والغيب ; كما أنه لا لقاء بين العقلية العلمية والعقلية الغيبية !
فلنلق نظرة سريعة على وقفة "العلم" أمام "الغيب" في بحوث وأقوال علماء من بني الإنسان
لا لنصدق بها كلمة الفصل من الله سبحانه - فحاشا للمؤمن أن يصدق قول الله بقول البشر -
ولكننا نقف هذه الوقفة لنحاكم الذين يلوكون كلمات العلم والغيب , والعلمية والغيبية ,
إلى ما يؤمنون هم به من قول البشر ! ليعلموا أن عليهم هم أن يحاولوا "الثقافة " و"المعرفة " ليعيشوا في زمانهم; ولا يكونوا متخلفين عن عقليته ومقررات تجاربه !
يتبع