. . .
"لقد كان الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق في ارتقاء الإنسان عن عالم البهيمة .
ولكن جماعة الماديين في هذا الزمان - كجماعة الماديين في كل زمان - يريدون أن يعودوا بالإنسان القهقرى . .
إلى عالم البهيمة , الذي لا وجود فيه لغير المحسوس ! ويسمون هذا "تقدمية " !
وهو النكسة التي
وقى الله المؤمنين إياها . فجعل صفتهم المميزة هي صفة:
(الذين يؤمنون بالغيب)
. . .
والحمد لله على نعمائه ;
والنكسة للمنتكسين والمرتكسين" .
والذين يتحدثون عن "الغيبية " و"العلمية " يتحدثون كذلك عن "الحتمية التاريخية " كأن كل المستقبل مستيقن !
و"العلم" في هذا الزمان يقول:إن هناك "احتمالات" وليست هنالك "حتميات" !
إن هنالك حقيقة واحدة مستيقنة هي حقيقة الغيب , وكل ما عداها احتمالات .
وإن هنالك حتمية واحدة هي وقوع ما يقضي به الله ويجري به قدره .
وقدر الله غيب لا يعلمه إلا هو .
وإن هنالك - مع هذا وذلك - سننا للكون ثابته ,
يملك الإنسان أن يتعرف إليها , ويستعين بها في خلافة الأرض ,
مع ترك الباب مفتوحا لقدر الله النافذ ; وغيب الله المجهول . .
وهذا قوام الأمر كله . .
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).