شكرا تغريد...
أذكر أن أحدهم صرح في التلفزيون الأردني مرة بأن الغد سيشهد مطرا غزيرا وثلوجا ... فقال المذيع بإذن الله ... فقال الرجل : هذا علم ... غدا ثلج يعني ثلج ... ستفاجأون !!! كانت الشمس في اليوم التالي ساطعة!!! قدر الله أن يحجب السحب والثلوج ... حصل هذا في عمان في سنة 1998م ... حتى إن بعضهم تندر بفكاهة أن الملك حسين في حينه ذهب إلى البادية وكانت الشمس ساطعة والجو بديعا ... وما هي إلا لحظات حتى طلب منه القوم أن يدخل بسرعة من المطر !!! أين المطر يا جماعة؟؟؟ لكنه امتثل فما وصل الخيمة حتى قامت السحب ...سأل الملك مستغربا ... كيف علمتم ذلك فقالوا إذا رفع الحمار ذيله علمنا ذلك ...فقال لهم (وهذا بيت القصيد) : هل تعطوننا الحمار ونعطيكم الفلكي...؟؟؟ كان هذا من باب التفكه على ذلك الرجل الذي اعتقد أن العلم حقائق ثابتة لدرجة أنه لم يتحدث عن مشيئة الله في أحد الغيبياات الخمس المعروفة ...
وقد حضرت للرجل محاضرة في الجامعة الأردنية وراجعه الطلاب في ذلك من باب الإحراج المتعمد ... خاصة وأنه كان يتحدث عن كون آدم عليه السلام يتبع بشكل أو بأخر فصيلة القرود... يعني الرجل مطسس...
أوردت هذا القصة في الواقع للتأكيد على كلام تغريد في أن الغيب لله وأننا مهما أوتينا من العلم فإن الحقائق التي نحصل عليها لا ترتقي إلى الحق المطلق إلا من خلال نظرتنا ... ربما نقول إنها حقيقة ثابتة متجاهلين الفرق الضئيل في كون القياس فيه احتمال وكون الفرضيات ثابتة بشكل كبير ... كما نقول إن الجاذبية ثابتة مثلا متناسين اختلافها في كل مكان عن الاخر لكنه فرق يمكن اعتباره صفرا بكل بساطة في أحوالنا العادية ... ومن هنا يصبح إطلاق الثبات ذا معنى ...
والله أعلم