ما الذي يجري في الأيام الأخيرة فوق السطح الفلسطيني .. وتحته؟
أجواء وفاق فلسطينية وارتياح مشوب بالحذر .. وقلق من عناصر التوتير (تقرير)
[ 07/06/2008 - 03:18 ص ]
رام الله ـ
المركز الفلسطيني للإعلام
أجواء إيجابية تقتضي الحذر من عناصر التوتير والفتنة
وبدوره؛ يعلِّق الكاتب الفلسطيني الدكتور إبراهيم حمّامي على ما تشهده الساحة الفلسطينية في الأيام القليلة الماضية بالقول "حالة من التفاؤل تسود هذه الأيام الأوساط الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها، بعد عام من التشنج والتمنّع والتوتير (...) وهذا التفاؤل لا يخلو من الحذر بعد تجارب سابقة مريرة، فشلت في منع المواجهة المسلحة قبل عام، من اتفاق القاهرة عام 2005 الى وثيقة الوفاق الوطني عام 2006 ثم اتفاق مكة عام 2007، ناهيك عن جولات ولقاءات واتفاقات ميدانية كثيرة".
ورأى حمّامي في مقال له كتبه الجمعة (6/6)، أنّ هذا الحذر "له ما يبرِّره ان لم تصدق النوايا أولاً، وثانياً وضع آليات تنفيذ محددة وواضحة ووفق جدول زمني لا يترك الأمور عائمة ومفتوحة للتأويل، وأخيراً إبعاد عناصر التوتير والفتنة والتي ليس من مصلحتها نجاح أي اتفاق فلسطيني فلسطيني ينهي دورها التوتيري التحريضي"، وفق تقديره.
وشدّد الكاتب على أنه "لابد هذه المرة من التعامل المباشر وعدم التغاضي عن عناصر التوتير والفتنة"، وتابع "صحيح أنّ محمود عبّاس قام المدة الماضية بالتخلص وإبعاد العديد من تلك العناصر من الدائرة المحيطة به، بل وابعاد بعضهم الى خارج الأراضي الفلسطينية، وهي عناصر ساهمت بشكل كبير في افشال الاتفاقات السابقة، منهم وزراء سابقون، ومنهم ناطقون واعلاميون، منهم من أُبعد إلى مصر تحت مسميات ومناصب مختلفة، ومنهم من أُعيد إلى أوروبا يجرّ أذيال الخيبة بعد فشله في كل ما أوكل إليه من مهام وسقوط قناعه (...) وآخرون غيرهم اختفوا تماماً عن الساحة السياسية العلنية لكنهم ما زالوا يقومون بدور خفي".
ويؤكد حمّامي أنه "رغم إبعاد البعض؛ لازال حول عبّاس وفي دائرة صنع القرار من ساءتهم دعوته الأخيرة (للحوار الشامل)، وانطلقوا وبدأوا بممارسة ذات الدور الذي قاموا به سابقاً، في محاولة لتقويض أي اتفاق محتمل قبل أن يرى النور".
ويشرح إبراهيم حمّامي أنه "من هؤلاء على سبيل المثال ياسر عبد ربه الذي أصبح بقدرة قادر وفي غفلة من الجميع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو بالكاد يمثل نفسه، والذي حاول ويحاول جاهداً وبكل الوسائل تصعيد الموقف وتسخينه بعد كل مبادرة ايجابية، (...) ومنهم أيضاً مستشار عبّاس نمر حمّاد الذي استُجلب من ايطاليا بعد عقود من الزمن قضاها هناك، ليكون دوره الحصري هو التوتير والطعن والتشكيك في كل موقف تقاربي، ونذكر جميعاً كيف جن جنونه على الهواء وأمام الملايين ليتلاسن مع عزام الأحمد بعد توقيع اتفاق صنعاء، لم يتمالك نفسه يومها وهو يشهد اتفاق فلسطيني ينهي الخلاف، ولم يصبر الى ما بعد اللقاء المباشر، فأخرج ما في جعبته من رفض مطلق للاتفاق والوفاق، وهو ذات الموقف الذي كرره بالأمس (الخميس) بعد كلمة اسماعيل هنية، لم ير حمّاد فيها إلا السلبية، وكرر اسطوانته المشروخة وعباراته التوتيرية التي اعتاد عليها ...".
ويوضح حمّامي كذلك "بطبيعة الحال لا ننسى هنا من لعبوا دوراً رئيسياً في الفتنة، من لوردات الأجهزة الأمنية، أمثال الهاربين دحلان والمشهراوي وأبو شباك، أو من بقي منهم ليمارس جهازه قمعه المعتاد كالطيراوي، هذه العناصر أصبح من شبه المستحيل أو ربما المستحيل القبول بهم أو أن تشملهم أي مصالحة وطنية، أو السماح لهم بممارسة أي دور، لأنهم وببساطة عامل انفجار ومواجهة، بل هم ضمانة لفشل أي اتفاق ووفاق، وهم وكما أكدت الأحداث والتقارير من كان يهيء للانقلاب الحقيقي بدعم خارجي. مع أن المنطق والعدل يفترض محاسبتهم ومعاقبتهم، إلا أن الأجواء الايجابية الجديدة لا يراد لها أن تتعكر بأمثالهم، فأضعف الايمان أن يتم ابعادهم وعزلهم تماماً عن مواقع ودوائر صنع القرار، ويكفيهم ما قاموا به حتى اليوم".
ويخلص الكاتب إلى القول "هذا لايعني أنه لا توجد أصوات عاقلة وحكيمة، تتخذ مواقف مشرفة، وتمنح الأمل بالتوصل لاتفاق ينهي حالة التوتير والعداء، وهذه الأصوات العاقلة الحكيمة هي في ازدياد بعد انضمام بعض من كانوا في معسكر التوتير الى معسكر العقلانية والمصلحة العامة". ويضيف "هذه العوامل فقط يمكن ضمان النجاح لأي اتفاق قادم، وضمان أن لا يلقى مصير ما سبقه من اتفاقات: صدق النية، آليات واضحة وبسقف زمني محدد، وابعاد العناصر التوتيرية، وإلى الأبد".
( الخبر عبارة عن جزء مقتبس من التقرير )