ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - Oo صَــحِــيفَـــةُ [ غَــزّة ] oO.......تابعوا الأخبار أخواني وأخواتي...
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 29-12-2008, 17:25
الصورة الرمزية رائحة المطر
رائحة المطر
غير متواجد
مشرفة استراحة الفيزيائيين العرب
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
الدولة: ░ بَينَ زَخَاتِ المَطر ░
المشاركات: 2,472
افتراضي رد: Oo صَــحِــيفَـــةُ [ غَــزّة ] oO.......تابعوا الأخبار أخواني وأخواتي...

غزة المحاصرة ـ "لها أون لاين"
زهيرة رضوان والطفل يوسف إياد أبو مريم والطفلة ندى إياد الأغا ودلال عودة جميعهم مرضى فلسطينيين حرمهم الاحتلال الصهيوني من مغادرة القطاع لتلقي العلاج

في ظل إغلاق المعابر وحجج الرفض الأمني الواهية فانتهت تفاصيل حياتهم على أعتاب الحصار وما زال طابور الموت قادم يزداد يوماً بعد يوم يعمق المأساة والحزن في القلوب.

زهرات في ربيع العمر قطفها الحصار بلا رحمة فبات الأهل بعد فراقها الأبدي يعانون اللوعة والأسى قلوبهم تعتصر ألماً لكن ألسنتهم تلهج لهم بالدعاء أن يتغمدهم الله

برحمته التي وسعت كل شيء، سياسة احتلالية قاتمة تنتهج الموت توصد المعابر والحدود وتحظر على الفلسطينيين جميعاً حتى المرضى التنقل عبرها والحجة الرفض

الأمني رغم أن أجسادهم الواهنة لا تقوى أجسادهم على حمل زجاجة ماء سعة لترٍ واحد، يقتلهم الحصار ويضنيهم وأهليهم انتظار الموت المتباطئ ويلون الظلم الصهيوني

أيامهم بغمامات سوداء لا يزيلها أبداً برق الشتاء ورعده إذا ما اصطحب بزخات مطر وبرد.

في التحقيق التالي نرصد تفاصيل موت المرضى الفلسطينيين بين أهليهم في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة نسمع أناتهم الحزينة ولا نملك رد صرخات ألمهم المريرة:

كزهرة الأقحوان البري كانت تنتظر تلاشي غيوم المرض عن جسدها النحيل لتحيا براءة الطفولة وعفويتها وتتمتع بربيعها فتشع بريقاً باحتضان قطرات الشمس الدافئة

لوجنتيها، مها فروانة ما زالت زهرة في طورها السابع ترنو عيناها للمستقبل المشرق لكن المرض اللعين أبى أن يمكنها من ذلك، ما إن ترى وجهها وهي ممدة على إحدى

أسرة قسم الدم والأورام بمستشفى النصر للأطفال حتى تأسرك بسحر براءتها رغم اصفرار وجهها والهالات السوداء حول عينيها، في معهد ناصر للأورام كانت بداية رحلة

علاجها من سرطان الدم الذي استوطن جسدها النحيل ومن ثمَّ كانت المتابعة في غزة المفتقرة لعلاجها في ظل الحصار المفروض عليها ما أدى إلى تدهور وضعها الصحي

الأمر الذي جعل الأطباء يقررون تحويلها لمستشفيات الداخل المحتل عام 48 لإنقاذ حياتها إن أمكن مع استفحال المرض، إلى جوارها في مستشفى الأطفال كان يرتكن

والدها يرى معاناة ابنته محاولاً تخفيف ألمها بكلمات حب وتفاؤل بأنها ستغدو أفضل بإذن الله لكنها لم تملك له رداً سوى ابتسامة باهتة أوهنتها الجرعة الدوائية التي

تناولتها ودمعة برقت في عينيها البريئتين ترجو الشفاء والعودة للهو واللعب كما الأطفال الآخرين، يقول والدها :" أنا قلق على ابنتي والخوف بعدم توفر العلاج

يحاصرني "، ويتابع :"اليوم تمكنت من معالجة ابنتي لكن مرضها يحتاج إلى جرعات دائمة لتتحسن صحتها وتغدو كفراشة الربيع تملأ البيت فرحاً وسروراً، أخاف عليها

من انتكاسة تعود بحالتها الصحية إلى الصفر بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في العلاج وما بقى لها سوى متابعات طبية للاطمئنان على سير عملية علاجها بشكل سليم وهذا غير

متوفر حالياً حيث تحتاج مها كل شهرين إلى مراجعة في معهد ناصر بمصر لكن ذلك متعذراً منذ إغلاق معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي " .


جرعات مضاعفة ورحيل قاتم



بعد الرفض الأمني لثلاث مرات على التوالي لدخول مستشفيات الداخل عام 48 وتلقي العلاج رزح نائل على سرير الموت ينتظره بين لحظة وضحاها خاصة وأن وضعه

الصحي بدأ يسوء بشكل أكبر رغم جرعات العلاج الكيماوية الأربعة التي زود بها في مستشفى الشفاء بغزة، فكبده أضحى متليفاً والقنوات المرارية باتت أكثر اتساعاً

وتضخم بطنه بالمياه فلم يعد يقدر على العلاج الكيماوي وفقاً لتشخيص الأطباء فقط ينتظر رحمةً من ربه ليغادر الدنيا بسلام أمام مرأى ومسمع العالم الصامت.

لم يكن يوم السابع عشر من نوفمبر الماضي يوماً عادياً على أم رامي الكردي فصباحاً غابت أنفاس فلذة كبدها نائل عن الدنيا لفظ آخرها بين أحضانها بعد أن خرج قبل ثلاثة

أيام من مستشفى الشفاء لعدم وجود العلاج اللازم لحالته ودخوله في مرحلة الاحتضار، تجهش الأم الثكلى بالبكاء وتحتضن صورة نائل تفرغ عليها قبل الحنين والشوق

مغموسة بالأنين تقول مازالت كلماته تتناهي إلى مسمعي "متى سيفتح المعبر" ، "شو قال الدكتور عن وضعي" كان يعرف أن الموت مصيره فبدا أكثر صبراً على المرض

والألم يدعو الله بقلب سليم أن يزيل غمة المرض عنه لكنه عز وجل اختاره لجواره، واختتمت حديثها :"ربي يتغمده برحمته التي وسعت كل شيء ".


الوضع الصحي الأسوأ


خالد راضي الناطق باسم وزارة الصحة يؤكد أن الوضع الصحي في غزة بات الأسوأ على مدار الأعوام الماضية جراء سياسة الحصار التي تفرضها دولة الاحتلال على

الشعب الفلسطيني ، ويشير بأن عدد الوفيات خلال الأيام القادمة سيكون مفاجئ للعالم إذا ما استمرت حالة الخناق التي أتت على حياة خمسين مواطناً يعانون من أمراض

مختلفة ومنعتهم دولة الاحتلال من الخروج لاستكمال علاجهم المتعذر وجوده في مستشفيات القطاع، لافتاً أن العدد سيشهد زيادة كبيرة في ظل قائمة المرضى الطويل والتي

تجاوزت الألف مريض يعانون من أمراضٍٍ خطيرة يتعايشون معها دون أن يسمح لهم بالمغادرة لمستشفيات الخارج لتلقي العلاج، ناهيك عن النقص الأدوية، حيث نفذ ما

يقارب من 69 صنف من الأدوية وبات رصيدها صفر بالإضافة إلى 130 صنف آخرين سيصل رصيدها إلى الصفر في غضون ثلاثة أشهر قادمة، على حد تعبيره.


نقص الأدوية


عند مفترق العيون بحي النصر يميناً تتربع مستشفى النصر للأطفال الوحيدة في قطاع غزة، ما إن تصل بابها حتى تجد أصنافاً مختلفة من الناس بأحجام مختلفة وألوان

وأمراض أيضاً مختلفة جميعهم يعانون ذات الألم والوجع نقص في الأدوية وإمكانيات جراحة غير متوفرة وجرعات دوائية مهددة بالنفاذ خلال فترة وجيزة تؤذن بموت قادم

جملةً وتفصيلاً.

في قسم الدم والأورام وحده يقبع 300 مريض بأمس الحاجة إلى علاج وتصاريح لمغادرة القطاع لمستشفيات الداخل المحتل عام 48 ومستشفيات عربية أخرى لكن يتعذر

عليهم الخروج بفعل المعابر الموصدة طويلاً في وجوههم، يقول د.عوض الهلول أخصائي دم وأورام بمستشفى النصر للأطفال أن الأشهر الأخيرة من الحصار المطبق أنيابه

على قطاع غزة أثمرت إعاقات كثيرة في عمل القسم حيث بدأت بعض الأدوية الكيماوية بالنفاذ وبعض الأدوية الخاصة بأمراض الدم الأمر الذي أثر سلباً على صحة المرضى

مؤكداً أن الاحتلال يساهم في تفاقم معاناة المرضى بمنعهم حتى في المراحل النهائية من التنسيق من الوصول إلى مستشفيات الخارج حيث يعيدهم إلى غزة من جديد ولا

يكون لهم سبيل إلا انتظار رحمة الله في ظل التنعت الصهيوني، داعياً المؤسسات الدولية أن تقوم بفعاليات عملية وتتخذ قرارات جريئة من أجل إنقاذ حياة المئات من
الأطفال المرضى.


وفي آخر الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية فإن 50 مريضاً فلسطينياً قضى الحصار على حياتهم فماتوا بين أهلهم الذين لم يملكوا رغم مناشداتهم

واستجداءتهم للمؤسسات العربية والدولية الإنسانية تخفيف معاناتهم وإخراجهم من القطاع بسبب الحصار، وما زال العدد مرشح للزيادة في ظل الأعداد الكبيرة من أصحاب

الأمراض الخطيرة ناهيك عن الأزمات التي بدأ الحديث عنها في الأدوية الخاصة بالأمراض الدم والأورام.
__________________
رد مع اقتباس