ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - هل لهذا الكون من إله؟!!
عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 12-01-2009, 15:07
الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم
غير متواجد
فيزيائي متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 302
افتراضي رد: هل لهذا الكون من إله؟!!

السلام عليكم:
الأخ الكريم yahoo52 : حياك الله تعالى..

أشير بداية إلى أنني لن أدخل في حيثيات النقاش القائم ههنا, فقد ذكرت وجهة نظري حول ذلك في مشاركاتي السابقة على وجه العموم
وإنما سأتعرض إلى اثنتين من الركائز التي تعتمدها أنت في محاورتك, وهما:
1 – وُجد من العدم.
2 – والمنطق.
حيثُ ظهر لي أن لك فيهما مفهوماً خاصاً.

أولا: ( مدلول العدم):
تكررت عندك عبارات, نحو: (تكوّن جسيمات وطاقة من العدم), فمنها قولك في المشاركة(29):
"... فسبب الاشعاع هو
فى الفراغ المطلق حول الثقب الاسود يتكون جسيمات (من العدم) مثلا فوتونات و الكترونات و تعيش لمدة قصيرة جدا ( فمثلا الالكترون يعيش 10 مرفوع للاس -21 ثانية) و بعد ذلك تتلاشى... "
وقولك في المشاركة (35)
"... و لكن فى المقابل فان الجسم (س) يستطيع ان يكون من العدم طاقة اكثر مما يشعة... "
وقولك في المشاركة (36):
" ... اخى الكريم عندما تكلمت عن احتمال نشاة الكون من الفراغ لم اتكلم قط عن التحول من المادة الى طاقة (الذى اساسا تمييزهم على هذا النحو لا داعى له) او العكس
بل ما كنت اقصدة تكون المادة من الفراغ المطلق "

أقول:
إذا سلمنا أن العدم هو نقيض الوجود
وأن قولنا (وُجد من العدم) يدل على وجود شيء من (غير مسبِّب) – بكسر الباء المشددة -
وإذا أخذنا بإجماع أهل العلم أن ما نجهله عن مكونات الكون وموجوداته, هو أضعاف ما نعلمه عنه, بالرغم من هذا الكم الكبير من المفاهيم والمبادئ والقوانين وأجهزة القياس والضبط... التي بين ايدينا
أقول:
إذا سلمنا بكل ذلك, فإن قولك: (يتكون... من العدم) لا يصلح للاستدلال به – علمياً - على (التكون من لاشيء)
لأن احتمال وجود مسبب (مادي) غير مرصود نظرياً ولا عملياًَ, قائم وفق المعطيات المتقدمة..
ونحن نسمع بين حين وآخر عن اكتشاف جسيم جديد أو كوكب جديد أو مجرة جديدة... إلخ

ثانياً: ( مدلول المنطق):
1 - ذكرت غير مرة أن المنطق لا يعتد به في القضايا العلمية, وإنما العمدة فيها على الاستنباط الرياضي والتجربة العملية, كقولك في المشاركة (36) :
"... هنا شى اود ان اوكد علية فى العلم لا يستخدم المنطق فى الحل بل يستخدم فى وضع الفروض الاساسية فقط اما الحل فكلة يعتمد على المنهج الاستنباطى (الرياضى )... "
وقولك في المشاركة نفسها:
"... و لذلك استبدل الانسان المنطق البسيط بالتجربة و الاستنباط الرياضى و كل ما حولك من منجزات العلم الحديث قائمة على الاستنباط الرياضى و التجربة "
وقولك:
"... اخى العالم لا يقوم على المنطق بل على الحقائق و التجارب و الرياضيات "

أقول:
إذا كان المنطق عموماً, هو القواعد والضوابط التي ننتقل من خلالها من المقدمات إلى النتائج
فهل يمكن أن ينهض البناء الرياضي نفسه من غير هذا المنطق؟
أقول: إن إحكام البناء الرياضي وتماسكه قائم على هذا المنطق..

2 - بالرغم من دهشتي الكبيرة من استدلالك غير المتأني حول – عدم صلاحية المنطق – حين قلتَ:
"... سوال :حاول ان تشرح لى بالممنطق معنى ان الالكترون له شحنة سالبة و ان ههناك شى اخر اسمة شحنة موجبة و ان الشحنتان تتجاذبان ؟ "
وكذلك دهشتي مع قولك:
"... اما المنطق فيستخدم فى الفلسفة و ليس فى العلم ، اما اذا كنت تقصد المنطق بالمعنى المتداول ، فالمنطق لا يولد الحقائق بل يستمدها من العلوم ثم يبنى عليها ثم يخضع استنتاج المنطق للتجربة و للمنهج العلمى ( الستنباطى التجريبى بالاساس(... "

فإن دهشتي كانت أكبر عند قولك:
"... فالانسان اكتشف ان المنطق الانسانى البسيط لا يمكن الاعتما علية فهو ينتج من المخ الذى هو اصلا آلة تخضع لعوامل كثيرة... "

فتساءلتُ مع نفسي:
ألم يخطر ببالك أخي الكريم, قبل أن تصرح بهذا الكلام, أن تسأل نفسك:
ومن أين تنتج الرياضيات؟!

- وأما التعويل على نتائج التجربة العملية, فيبقى مرهوناً بتوافقها مع سلامة بنية فروضها النظرية المنطقية و- آليتها - الرياضية, ومع ما يطرأ من اكتشافات جديدة.
وإذا خرجت أيّ منها عن التوافق بينها, فلابد من إعادة النظر فيها جميعها..

وبناء على ما تقدم أقول:
إن قيام الفيزياء الحديثة (فيزياء الدقائق) على الاحتمالات وعلى عدم اليقين
فيه دليل قوي على أن هناك عنصراً أو عناصر مازالت مجهولة لنا, تدخل في ثنايا تجاربنا.
وعوضاً عن نقر بهذا الجهل, ونبحث عن تلك المجاهيل, ارتفعت الأصوات تطالب باستبدال منطقنا لأنه – بنظرهم - لم يعد يعطي الثمار التي كانت تتدفق علينا منه..
ولا يفوتني هنا أن أؤكد على أن استدلالك الذي تقوم به هنا يقوم على هذا المنطق..


ولكم تحياتي