[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روعة القصة تأتي من ناحية أدبية بيانية بحتة وليس هؤلاء هم قدوة لنا في ديننا
نحمد الله سبحانه وتعالى أن عافانا ويسعدني أن أقتبس من مقدمة ابن القيم في كتابه روضة المحبين هذا المقطع الرائع الذي يحسن ذكره في هذا المجال :
(( الحمد لله الذي جعل المحبة إلى الظفر بالمحبوب سبيلا, ونصب طاعته والخضوع له على صدق المحبة دليلا , وحرك بها النفوس إلى أنواع الكمالات إيثاراً لطلبها وتحصيلا , وأودعها العالم العلوي والسفلي لإخراج كماله من القوة إلى الفعل إيجاداً وإمداداً وقبولا, وأثار بها الهمم السامية والعزمات العالية إلى أشرف غاياتها تخصيصاً لها وتأهيلا ,
فسبحان من صرف عليها القلوب كما يشاء ولما يشاء بقدرته , واستخرج بها ما خلق له كل حي بحكمته وصرفها أنواعا وأقساما في بريته, وفصلها تفصيلا , فجعل كل محبوب ٍ لمحبه نصيباً , مخطئاً كان في محبته أو مصيباً , وجعله بحبه منعماً أو قتيلا , فقسمها بين محب الرحمن , ومحب الأوثان ومحب الصلبان ومحب الأوطان و... و ... , ومحب الإيمان ومحب القرآن .
[gdwl]وفضل أهل محبته ومحبة كتابه ورسوله على سائر المحبين تفضيلا [/gdwl]
فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسموات , وعليها فطرت المخلوقات , ولها تحركت الأفلاك الدائرات وبها وصلت الحركات إلى غاياتها وبها ظفرت النفوس بمطالبها وتخلصت من معاطبها واتخذت إلى ربها سبيلا وبها نالت الحياة الطيبة وذاقت طعم الإيمان لما رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا
........ ثم يقول فإن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه , جعل هذه القلوب أوعية , فخيرها أوعاها للخير والرشاد وشرها أوعاها للغي والفساد , وسلط عليها الهوى , وامتحنها بمخالفته لتنال بمخالفته ( أي الهوى ) جنة المأوى ويستحق من لا يصلح للجنة بمتابعته ( أي الهوى ) ناراً تلظى .
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة
الموضوع مفصل ورائع ومن أن أراد الاستزادة فليرجع لكتاب ابن القيم ( روضة المحبين )
وكذلك كتابه ( الداء والدواء المعروف باسم الجواب الشافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) [/align]