ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - تعاريف أساس
الموضوع: تعاريف أساس
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-03-2009, 10:39
الصورة الرمزية د. محمد قيصرون ميرزا
د. محمد قيصرون ميرزا
غير متواجد
أستاذ فيزياء
محاضر في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 286
افتراضي رد: تعاريف أساس

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم، جزاك الله خيراً على مساهمتك الطيبة وأرجو أن تسمح لي أن أضيف عليها مايلي:

السؤال المطروح فيه دعوة لأخذ الأمور بشكل نسبي. فما هو صفر لي قد لايكون كذلك بالنسبة لك. وماهو مهم عندي قد يكون غير ذات قيمة بالنسبة لشخص آخر، وهكذا دواليك. ومن هذا المنطلق أعرف الصفر واللانهاية على النحو التالي.

الصفر هو الكمية التي لاتزيد ولاتنقص من أي كمية تضاف أو تطرح منها. ولذا لو أنك تملك مائة ألف دينار وأعطيتك عشرة دنانير فإنها لاتؤثر على رصيدك. ويمكنك أن تعتبر العشرة دنانير مساوية للصفر، بينما نفس الكمية لها قيمة كبيرة لشخص فقير. وكذلك لو أخذنا المسافة بين أي إلكترون والنواة بذرة عنصر ما كالرصاص مثلاً لاعتبرناها مساوية للصفر بالمقارنة مع 1 سم فقط لأنها أصغر منه بكثير ولايمكن تحسس الفرق لو طرحناها أو جمعناها من 1 سم. وهكذا، أخي الكريم فالصفر موضوع نسبي بحسب الحالة التي نعتبرها في أي لحظة.
أما اللانهاية فهي الكمية التي لاتتأثر بأي كمية نضيفها لها أو نأخذها منها. وهي كذلك مفهوم نسبي. فلو أن رصيدك بالبنك عشرة ملايين دينار وأعطيتك أنا أو أخذت منك ألف دينار لما تأثر رصيدك ولذا أقول إن رصيدك لانهائي بالنسبة لي (لأني أصاب بالجنون لو امتلكت مثل هذا المبلغ !!). ولكن بالنسبة لبيل جيتز (صاحب شركة مايكروسوفت) فإن نفس الرصيد يعتبر صفراً بالمقارنة مع ما يملكه من مليارات! وكذلك لو اعتبرنا المسافة بين الإلكترون والنواة في ذرة الرصاص بالمقارنة بين المسافة بين بروتونين داخل النواة لصارت لانهائية في هذه الحالة. ولذلك في الحياة العملية فإننا نقرر الصفر واللانهاية بحسب الوضع والحالة التي ندرسها أو نعايشها.

ولكن: لكل شئ نهاية مهما عجزت حواسنا عن إدراك هذه النهاية. فللمسافة نهاية وللكون أبعاد منتهية مهما ترامى وكبر. وللمال نهاية مهما كثر، وللطاقة نهاية مهما تزايدت، وهكذا دواليك. إلا أن هناك شيئاً واحداً فقط في الكون كله ليس له نهاية بتاتاً وقد انتبهت لذلك خلال قرأتي للقرآن الكريم وأحببت أن أشارك به الأخوة والأخوات. فقد عرّف الله عزوجل لنا شيئا واحداً فقط ليس له نهاية أبداً فقال عز من قائل: وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها (النحل آية 18). وهذه من أروع وأجمل مايجب أن يتذكره الإنسان ويفهمه بالمطلق. فلاتهاية لنعم الله علينا. لانهاية لها مهما أحصينا. ولو تمعن أي منا بهذه الآية وفهمها حق فهمها لانتبه لروعتها وشموليتها. ولكن الله عزوجل جعل لهذه النعم اللانهائية التي أسبغها علينا أعظم وأتم وأكمل نعمة هي نعمة الإسلام حيث يقول: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائد 3).

فالحمد لله على نعمه والحمد لله على تمام النعمة وكمالها بالإسلام.

والله أعلى وأعلم وفوق كل ذي علم عليم.-
رد مع اقتباس