الفيزياء العلم الرائد عندما نتحدث عن العلوم الحديثة والتقنية فإن الحديث بطبيعته يجب أن يدلف بنا إلى علم الفيزياء فالحديث عن تلك العلوم لا يستقيم بدون هذا العلم الريادي ولا يمكن لأي شخص أن يتخيل الإنجازات المذهلة التي تحققت في مختلف المجالات الفكرية والتطبيقية المعاصرة دون الرجوع إلى الدور الريادي والمركزالمحوري اللذين يحتلهما علم الفيزياء في تركيبة العلوم الحديثة .
إن الفيزياء هي بمثابة الرائد الذي يتولى استكشاف المناطق وتحديد الإتجاهات وإرساء العلامات "والرائد لا يكذب أهله " فيسعى علم الفيزياء في جهد دؤوب ومتابعة لا تكل ولا تملّ إلى إنشاء الجسور وتعبيد الطرق وحفر الخنادق وإزالة العوائق وتوفير الأدوات والأساليب ليستخدمها كل حسب تخصصه وإمكاناته ويطوعها لأغراضه وغاياته وهكذا تبرز أهمية علم الفيزياء للمثقف العادي فهو يحتاج إلى الإلمام ببعض جوانب هذا العلم أساساً وابتداءً لردم الهوة بين الإنسان وعصره فبقدر استيعاب المثقف للفيزياء ومفاهيمها ومنهجها يكون إدراكه لهذا العصر وتطوراته المذهله وبهذا تصبح الفيزياء مدخلا حيوياً ولازماً للثقافه العلمية ولها تأثير واضح على السلوك والتفكير والتحليل وتطوير المدارك البشرية وتنمية العقل العلمي وفي هذا المقام يقول مايكل فاراداي أحد عمالقة الفيزياء {إنني أعتقد اعتقاداًقوياً بأن دراسة العلم الطبيعي مدرسة مجيدة للعقل لأنه بالقوانين التي فرضها الخالق على كل الأشياء المخلوقة ووحدتها وتجانسها المذهل وثبات المادة وقوانينها كل ذلك يجعل من العلم الطبيعي أفضل مدرسة لتعليم العقل}
وللفيزياء عناصر إيمانية هامة فهي النافذة الرحبة التي يُطل منها العقل البشري على كون الله الفسيح ليتمتع بالإبداعات المتجلية في حقائق هذا الكون وما تحمله من روائع وإنجاز في الصنع وصدق الحق عزوجل { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد}.