ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يريد أن يواسيني في طلابي !!
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 17-04-2009, 21:33
الصورة الرمزية د. محمد قيصرون ميرزا
د. محمد قيصرون ميرزا
غير متواجد
أستاذ فيزياء
محاضر في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 286
افتراضي رد: لكل من يريد أن يواسيني !!

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز ناصر،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فإنني أتعاطف معك ومع كل من يعرف ماتعنيه وماتعانيه وماتعيشه وماتتحمله أنت والأخوة المدرسين والمدرسات (وأنا واحد منكم) في أي مجال وعلى أي مستوى.

ولكن يقول الشاعر:

إذا كانت النفوس كباراً ..... تعبت في مرادها الأجسام.

وتدريس الأمة ورفع مستواها وثقيفها فكرياً وعلمياً وأدبياً وأخلاقياً مهمة جليلة وعظيمة وخطيرة وحساسة جداً. وأنت يا أخي تقوم بأعظم وأجل الأعمال. تهيئة جيل للأمة وتدريسه وتثقيفه وإعداده لاستلام مستقبل قادم سواء كنت تدرس مادة علمية أم أدبية أم غير ذلك.
وبالذات في هذه المرحلة الدراسية بين يديك شباب في فترة حساسة من الحياة والنمو، ولهذا فليس من المستغرب أن تجد ماتجد وأن تعاني ماتعاني. ولكن الأمل فيك وبكل من يعمل في هذا المجل لتحمل أكثر من هذا والمثابرة على بذل وتقديم أفضل وأرقى ما تستطيع من علم وثقافة وفكر لهؤلاء الشباب، ولو كان معظمهم لايكترث ولايهتم، ولكن يكفيك أن يكون هناك ولو طالب واحد ينهل من علمك ومعرفتك ويستوعب ماتعطيه وماتبذله من جهد.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة. فقد مرت عليه أيام وأوقات وظروف لايمكن لبشر أن يتحملها، وقصة الطائف وبني ثقيف والأذى والعذاب الذي تحمله، عليه افضل الصلاة والسلام أكبر وأفضل مواسي لك ولنا على مر الأزمان.
عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه، ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى ، فخرج إليهم وحده ماشياً على قدميه، فلما انتهى صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ، عمد إلى نفر من ثقيف، هم سادة ثقيف وأشرافهم، فجلس إليهم، فدعاهم إلى الله، وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام ، والقيام معه على من خالفه من قومه، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك . وقال الآخر: أما وجد الله أحدا أرسله غيرك؟ وقال الثالث: والله لا أكلمك أبدا; لئن كنت رسولا من الله كما تقول، لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله، ما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم، وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم "إن فعلتم ما فعلتم، فاكتموا علي "، فلم يفعلوا وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم، يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وهما فيه، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فعمد إلى ظل حبلة من عنب فجلس فيه، وابنا ربيعة ينظران إليه، ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف فلما اطمأن ، قال: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا. وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: " لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، عليه السلام، فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . ثم ناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال قد بعثني إليك ربك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا ".
رد مع اقتباس