السلام عليكم:
الإخوة الكرام: حياكم الله تعالى..
وأشكر كل مَن أسهم في هذه المشاركات الغنية بالفوائد..
ومن منطلق أن المزارع الذي يعلم تماماً كيف ينتقي البذور الصالحة للغراس, ويعلم جيداً كيف يُهيئ الأرض لزراعة تلك البذور, فإن علمه هذا وعمله به مهما علا وسما لا يُغني عن مزيد من الغوص في دراسة البذرة ومكوناتها, ومزيد من سبر أغوار الأرض والإحاطة بما تضمه بين جنباتها, ليكون الإنتاج أفضل كماً ونوعاً بحول الله تعالى ومشيئته..
وكذلك تعاملنا مع القوانين والنظريات الفيزيائية والالتزام بمقتضياتها للإفادة الجليلة منها
كل ذلك لا يغني عن مزيد من البحث في مكوناتها وترابطها مع بعضها بعضاً..
بل يدفعنا إلى الحرص على تحديد وتأطير مدلولات المفاهيم العلمية الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاج الفاعل وجني الثمار اليانعة منها ..
وبالرغم من المجهودات المباركة التي يقدمها الأخ الكريم الدكتور محمد قيصرون ميرزا, وسواه, جزاهم الله تعالى خيراً.. فإن بعض المسائل في مفاهيم (الطاقة والكتلة) – من وجهة نظري – ما تزال عالقة..
فإذا تجاوزنا أن عدم قدرتنا على قياس الطاقة والشحنة والكتلة, مباشرة, لا يدل على أنها غير مادية, الذي قد يرجع إلى قصور أدواتنا ومقاييسنا عن القيام بذلك..
فإنه يجب علينا أولاً تحديد مفهومنا للعلاقة بن المادة والكتلة والطاقة..
وقد يحسُن أن يُبتدأ في ذلك من التساؤلات التالية:
هل المادة والكتلة والطاقة, هي أسماء متعددة لمسمى واحد
ونحن فقط نطلق عليها الاسم الموافق للوجهة التي نعالجها منها ؟
أم المادة شيء, والكتلة والطاقة شيء واحد بصفتين متغايرتين
كأن تكون الطاقة محركة للمادة والكتلة مانعة لحركتها ؟
أم المادة والكتلة شيء واحد, والطاقة شيء آخر ؟
أم المادة شيء, والكتلة شيء آخر, والطاقة شيء ثالث ؟
أم.... ؟
ولا شك أن الأخذ بأي واحد من التساؤلات المتقدمة أو غيرها, سيترتب عليه مسائل عديدة
قد تُسهم في مزيد من الفهم لما حولنا..
ولكم تحياتي