[align=center]عفواً .. أنا متخلف ؟!
--------------------------------------------------------------------------------
كل يوم نسمع عن أناس يدّعون التحرر و يدعون إليه ، البعض منهم يدرك ما هو التحرر و البعض منهم يدعو إليه دون أن يدرك ما هو التحرر ..
في الفترة الأخيرة لاحظنا انتهاكات صارخة لأخلاق مجتمعنا تحت قناع التحرر ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه لأن تدعو بعض النساء للتحرر ، كي يبررن الممارسات اللاأخلاقية لبعض النساء تحت اسم التحرر .
و أول شيء قد يقوم به هذا النوع من النساء هو شن هجوم على الجنس الآخر ( الرجل) بالسؤال الذكي :
لماذا يحق للشاب أن يفعل ما يريد و أن يتمتع بكامل حريته ؟!
و الطريف في الأمر هو أن الشاب نفسه لم ينل ما يزعمونه من حرية بعد .. كل ما شاهدوه بعض النماذج التي عمموها على المجتمع .. سواء من الرجال أو النساء .
أنا لا أدافع هنا عن الممارسات اللاأخلاقية لأنصاف الرجال الذين عاثوا فساداً و شوهوا صورة الرجولة ..
كل ما أريد قوله أننا جميعاً ضحايا لأفكار مسمومة بثها البعض من داخل مجتمعنا من أجل تبرير ممارساتهم ، و بثها أعداؤنا من الخارج من أجل تقويض مجتمعنا ، و القضاء على قيمنا و أخلاقنا التي اشتهرت بها أمتنا على مر التاريخ .
و للأسف فهؤلاء يمتلكون وسائلهم الشديدة الفاعلية كي يقنعوا المجتمعات العربية بهذه المفاهيم المغلوطة و الأفكار المسمومة ، فهم لديهم كل وسائل الإعلام و التقنيات الحديثة ، و جميعنا لاحظ موجة العري المقززة على فضائياتنا العربية .
هل هذا هو التحرر ؟!
أعلم أن الكثيرين سيقولون عني أنني إنسان متخلف و رجعي و متزمت ، فهؤلاء استطاعوا أن يتلاعبوا بالكلمات ببراعة كي يقنعوا الناس أن كل من يحاول أن ينتقد مفاهيمهم هو إنسان متخلف و لا يريد التطور ، فأنا مثلاً حين لا أقبل الارتباط بفتاة عاشت من قبل مع رجل آخر في بيت لوحدهما لمدة من الزمن من دون زواج .. أكون متخلفاً ومتزمتاً وغير متحرر .
صدقوا أو لا تصدقوا .. مفهوم التحرر الذي طرح في مجتمعنا خاطئ ..
أعتقد لو أن هؤلاء أرادوا حقاً الخير لنا لدعونا إلى تحرر الفكر و ليس تحرر الجسد ..
التحرر هو تحرر الفكر و ليس تحرر الجسد ..
التحرر هو أن نتحرر من سيطرة غرائزنا ، ليس أن نطلق سراح غرائزنا كي تصهل في أروقة مجتمعنا على الملأ .
و دعوني أوضح لكم ما المقصود بمفهوم تحرر الفكر ..
تحرر الفكر هو أن نستطيع التحكم أكثر بانفعالاتنا و غرائزنا أي أن نتحرر من سيطرتها على سلوكنا ، و أن نسعى دوماً إلى النظر إلى الأمور نظرة شاملة ، و نبحث في مشاكلنا دوماً عن الأسباب و التسلسل المنطقي الذي أدى إلى المشكلة ، و أن نكون إيجابيين في الحلول و في الدور الذي نلعبه في حياتنا ، و أن نمنح قيمة لحياتنا من خلال محاولتنا لإضافة كل شيء يفيدنا و يفيد مجتمعنا ، و أن نمنح عقلنا دوماً فرصة تمييزنا عن الحيوانات .. أي أن نحافظ على إنسانيتنا .
وختاماً يجدر بي القول : الحياة غالية فلا تضيعوها في إشباع غرائزكم فقط .[/align]