رد: الأحقاف مساكن قوم عاد
[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
إن هذه الآيات تحدد صفات الريح التي أرسلت إلى عاد فهي أولا ريح صرصر أي ريح باردة جدا
ولهذا فلا بد أنها كانت قادمة من الشمال مما يعني أنها ستمر على صحراء الربع الخالي المفتوحة ذات الرمال الناعمة.
وهي ثانيا ريح عاتية أي أن سرعتها بالغة العلو قد تصل لعدة مئات من الكيلومترات في الساعة
وهي ذات قوة تدميرية عالية بحيث أنها تنزع الناس والحيوانات والأشجار وتطير بهم في الهواء
كما نرى في الأعاصير المدمرة التي تضرب مناطق كثيرة من العالم فتحدث تدميرا كبيرا فيها.
ومن الواضح من الآيات أن هذه الريح كانت عاصفة رملية ضخمة (أنظر صورة العاصفة الرملية التالية)

تحمل كميات كبيرة من رمال الربع الخالي فأمطرتها على مدينة إرم التي تقع على حافة الأحقاف
بعد أن اصطدمت بسلسلة الجبال التي تقع خلف مدينة إرم.
لقد دفنت رمال العاصفة جميع مزارع عاد التي تقع بين الكثبان ومعظم المدينة كذلك
والتي لم يظهر منها في ذلك الحين إلا الأجزاء العليا من مساكنهم والتي دفنت بشكل نهائي مع مرور آلاف السنين
مصداقا لقوله تعالى
"تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)" الأحقاف.
ويمكنك تخيل ما حل بمدينة إرم وواحاتها المنتشرة بين الأحقاف جراء العاصفة الرملية
إذا ما تفكرت في مصير الواحة الظاهرة في الصورة العليا والمحاطة بالكثبان الرملية من كل جهة
إذا ما تعرضت لعاصفة رملية مماثلة (لا سمح الله).
أما الصفة الأخيرة والعجيبة لهذه الريح فهي مدة هبوبها حيث استمرت بالهبوب لمدة سبع ليال وثمانية أيام متواصلة دون انقطاع
أي ما يساوي مائة وثمانون ساعة وعند الرجوع لما يقوله العلماء عن أطول مدة لبقاء العواصف وجدت أنها مائتي ساعة
فسبحان القائل "فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)" الأعراف.
يستقبل الدكتور منصور العبادي استفساراتكم وآرائكم على الإيميل التالي:
mabbadi@just.edu.jo
المراجع
1- القرآن الكريم
2- تفسير النكت والعيون للماوردي
3- تفسير القران العظيم للإمام الحافظ عماد الدين ، أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشى الدمشقي
4- الجوجل إيرث
لمزيد من المقالات للكاتب:
http://mansourabbadi.maktoobblog.com/
[/align]
__________________
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
|