اختلاف الالوان نعمة اية ونعمة
تخيل عالما لا لون فيه . فكأنك تعيش في فلم قديم من أفلام اللونين الأبيض و الأسود ! الألوان تملأ عالمنا جمالا . في الطبيعة ألوان بديعة ، ونحن نستخدم الألوان في ثيابنا و في تزيين منازلنا .
تبدو الدنيا للناظرين متدثرة بدثار بديع من الألوان الرائعة فالأشجار خضراء ، والأزهار ذات ألوان شتى ، والثمار تتباهى بحلل زاهية ، والكائنات الحية بأنواعها تزدان بذا وذاك من الألوان الجذابة ، والأحجار الكريمة تتلألأ بومضات ملونة خلابة ، وصدق الحق عز وجل : " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانه ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود . ومن الناس والدواب و الأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور " ( فاطر 27) ونجد في سورة أخرى من القران الكريم قوله جل شأنه : " وما ذرأ لكم في الأرض مختلف ألوانه إن في ذلك لأيت لقوم يتذكرون ". ( النحل _ 12 ) .
إن كل تلك الألوان المتراقصة في وفاق ، والمتناغمة في الجمال ، يعود أصلها إلى ضوء الشمس الأبيض الذي يتركب منها ويشتمل عليها . أما الأمر الذي يصنع هذا العالم البديع من الألوان فإنه ظاهرة الامتصاص ، فالقميص ، الذي يبدو لنا مصطبغا باللون الأحمر _ مثلا ، يمتص من أشعة الشمس الساقطة عليه كل الأضواء الملونة التي يتركب منها الضوء الأبيض باستثناء الضوء الأحمر الذي يعكسه لنا فيبدو القميص بذلك اللون المميز . ولو أنك وضعت هذا القميص الأحمر تحت ضوء أخضر فقط لوجدت أن لونه أصبح أسودا ، وذلك لأن القميص يمتص الضوء الأخضر ، وبما أنه لا يوجد ضوء أحمر ضمن الضوء الساقط عليه ، فإن القميص لا يعكس أي إضاءة وبالتالي يبدو أسود اللون .
أما الثياب البيضاء فإنها تكتسب اللون الأبيض لأنها تعكس كل عناصر الضوء الأبيض " الأضواء الملونة " ولا تمتص أيا منها ، ولذا فإنه من المناسب ارتداء الملابس البيضاء في الصيف لان الأشعة التي تمتصها المواد تتحول إلى طاقة حرارية وهذا النوع من الطاقة لا نريده بالقرب من أجسامنا في الصيف ومن الواضح أن الفحم الأسود - مثلا – يبدو بذلك اللون لأنه لا يعكس أي أشعه ، أي أنه يمتص الأشعة الساقطة عليه ومن الواضح أن هذه الخاصية للون الأسود تقرر ارتدائنا للملابس الداكنة في الشتاء إذ أن قدرتها على امتصاص الأشعة الساقطة عليها تهبنا الدفء والحرارة .
لاتنسينا من صالح دعائك ويارب يكون افدتك:s_thumbup: