[COLOR="Navy"] الوقفة السابعة
ومما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئا استلزم رجاؤه ثلاثة أمور أحدها : محبته مايرجوه والثاني :خوفه من فواته والثالث سعيه في تحصيله بحسب الامكان
وأما رجاء لايقارنه شيء من ذلك فهو من باب الأماني والرجاء شيء والأماني شيء آخر
والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات وفي الحديث (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة)
والله وصف أهل السعادة بالاحسان مع الخوف ووصف الأشقياء بالاساءة مع الأمن
فهذا الصديق يقول :وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن وذكر ايضاً أنه كان يمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني المهالك
وكان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من كثرة البكاء ,
وهذا عثمان بن عفان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبتل لحيته وقال :لو أنني بين الجنة والنار لاأدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما أصير[/COLOR]