ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ......نظرتك للحياة.......
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-06-2009, 09:50
الصورة الرمزية أنس فهمي
أنس فهمي
غير متواجد
فيزيائي فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الإمارات
المشاركات: 165
رد: ......نظرتك للحياة.......

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو معنى الحياة و ما هو هدفها ؟

الفصل الأول :معنى الحياة

قال الفيلسوف الفرنسي البير كامو "انت كلا شيء و حياتك لا معنى لها سواء عشت أو مت ، فالنتيجة واحدة لان
هذا لن يؤثر في العالم "

و هناك من يرى أن مصير البشرية أو مستقبلها الى الزوال ...

إذن هناك أراء ترى أن الفرد لا قيمة له و أن البشرية كجماعة ستنتهي يوما ما ...لذا لماذا نعمل و نكدح و نشيد
المنازل و المصانع ؟؟؟ و ما معنى التقدم البشري إن كان مصير الانسانية إلى حالة الزوال ؟؟؟

ترى ما أسباب إفتقاد البشر لمعنى الحياة ؟؟؟

هل الأسباب خاصة بالدروس و التعليم و الكتب .....أم هي تأثر بالفلسفات المعاصرة التي تدفعك للتساؤل "من
أنا في هذا العالم الكبير ؟؟؟ "

كيف نواجه هذا الشعور باليأس لعدم الاحساس بمعنى الحياة ؟؟؟

في البداية نتسال :هل من المعقول أن يكون هذا الكون بنظامة الدقيق و كل ما فيه من مادة و كائنات حيه و بشر
..قد خلق من أجل لا شيء ؟؟؟ !!!!هل من الممكن أن نتصور أن الله يخلق كل هذا الكون عبثا ؟؟ أو لينتهي الى
العدم ؟؟؟

إذا لا وجود من دون هدف و معنى و وظيفة ...قد يرى بعضهم أن هذا الرد مبني على قاعدة ايمانية لا على
المنطق و العقل ..لكن كلا فكلما تقدم العلم أكتشف أن بعض المخلوقات و الظواهر التي كنا نعتبرها كوارث قد
بدأنا نتعرف الأن على فوائدها ..و إذا كان ما سبق ينطبق على جميع المخوقات .فهو بالأولى ينطبق على
الانسان ...فإذا لم تقتنع بفردية كيانك لن تكتشف معنى حياتك و الحب هو إكتشاف خصوصية الشخص و فرديته
كيف تجد لحياتك معنى ؟؟؟

أولاً يجب أن تعرف أن لك قيمة مطلقة عند الله بمعنى إنه حتى لو لم يكن في الالم إلا شخص واحد و هو أنت ،
لتجسد المسيح و صلب من أجله ...لان وجودي دليل على أن الله أرادني .

ثانيا أنا محبوب بحب لا يزول و لا ينتهي ..حب مطلق ..فحب الام ينتهي بوفاتها و حب الصديق قد يخبو و
يزول ...لكن الحب الإلهي هو الحب الذي لايزول .

و ثالثا هو وجود هدف للحياة ...فما هو هدفك في الحياة ؟؟ الحياة هي حركة الى الأبعد و كل حركة تهدف إلى
شيء .

الفصل الثاني :السعادة و المال


1 – سعادة الإقتناء :فالمجتمع الإستهلاكي مبني على فلسفة معينة تتلخص في قاعدة أساسية هي بقدر ما تستهلك
من سلع تقترب من السعادة .

و هناك جانبا اخر قد يلجأ إليه الإنسان لملء فراغ حياته الا و هو وسائل الإعلام و الإتصال بمعنى اخر
أن السعادة في إمتلاك المعلومات ..لكن أحياناً ننصح البعض بعدم الإفراط في القراءة لإنها قد تكون وسيلة
للتهرب من مواجهة الذات ...لذا يمكننا القول أن الإنسان لا يستهلك السلع فقط بل أيضا الصور و المعلومات .

و لكن كلما ركز الانسان في الامتلاك هبط في الكيان و إفتقر روحياً .

إذا أين ثروتي الحقيقية ، أين قيمتي الحقيقية ؟؟ هل هي في ما أمتلكة أم هي كياني ؟؟؟

إن الروح الخلاقة هي التي تدفع الأنسان إلى أن يبتكر اشياء تسعده .

علينا أن نفرق بين السعادة و الرفاهية .فالرفاهية هي حالة خارجية أما السعادة فهي شعور داخلي .و
كل ما هو خارجي يظل إذا في الخارج ..

نحن لا نملك وحدة قياس للسعادة فلا أستطيع القول بأن فلا ناً عنده مليون جنية أو سيارة أو فيلا ...أذن
هو سعيد ..هذا مقياس للرفاهية و ليس للسعادة .

2 – سعادة الفقراء :إن سكان البلدان الفقيرة تكون وجوههم بشوشة و يبتسمون و يضحكون دائماً في حين تجد
سكان البلدان المتقدمة يكسو وجوههم نوع من العبوس .

3 – سعادة العطاء :كثيرا ما يشكو الإنسان و يقول الله لم يعطني هذا أو ذاك فهو غير موجود أو إنه لا يحبني .
يجب أن نفهم أن الله لا يعطي أحيانا حتى نعطي نحن أيضاً .

الفصل الثالث :السعادة و العمل


أبعاد العمل الروحية

أولاً :بالعمل نكمل خلق الله :

يقود هذا العنوان إلى سؤال هو :كيف يخلق الله الكامل مخلوقات غير مكتملة ؟؟ لكن الكاتب هنا يرى أن الله
سبحانه و تعالى فعل ذلك لهدف معين ) بينما نحن نرى أن خليقة الهك كاملة و قد فسدت بسبب الخطية و يحاول
الإنسان أن يستعيد حياته بالجنة بمحاربة المرض و الجهل والظروف البيئية الصعبة من برد أو حر
أو أو ..إلخ
فقد خلق الله الانسان على صورته و مثاله و جعل فيه ملكة الابداع ، و جميع إختراعات البشرية كانت سببا في
سعادة غامرة عند الإنسان حين توصل إليها ..تسألني عن هدف حياتك !!الا تكفي الصحارى الشاسعة التي علينا
أن نزرعها ؟؟ الا تكفي الأمراض و البؤس الذي يعانيه الكثيرون حتى نساعدهم في القضاء عليه ؟؟؟

يمكن القول بأن الله يتصرف لا من فوق بل من تحت ، فهو الفاعل في داخل الانسان و من خلاله ،
من خلال يده و عقله و قلبه .

ثانيا :بالعمل نكون شركاء الله :

الله لم يقل لنا افعلوا هذا و لا تفعلوا تلك بل طرح علينا خطته و تركنا نتصرف في إطارها و بذلك أصبحنا شركاء
الله في العالم ..

هل العمل يحقق السعادة ؟؟

• السعادة ليست هدفا بل نتيجة للسعادة ثمن و من لم يدفع هذا الثمن لن يجدها فقيمة الكأس في المجهود
الذي بذل للحصول عليه ...فالطريق للوصول إلى الحب أهم من الحب نفسه لذلك يمكن القول بأن زمن
الخطوبة أجمل ما في الحب لانه يمثل مجهودا نحو الاخر فلا وجود لمحطة وصول في الحب أي لا
يوجد إنسان يصل إلى درجة الكمال في الحب .

• السعادة في العمل :تكمن سعادة الإنسان في الخلق و الابداع في العمل .لذا يمكننا القول أن العمل متعة
لا عقوبة للخطية ..فالعمل واجب على الإنسان بغض النظر عن الخطيئة .

لا وجود لحقيقة كلها سلبيات و المؤمن قادر على إستخراج الإيجابيات من السلبيات فمثلا المخلفات قد تستعمل
كسماد و أيضا مخلفات حياتك في أستطاعتك أن تستخرج منها أشياء نافعة كثيرة و هذا هو فن الحياة .
الفصل الرابع :هدف حياتك في داخلك :

لا تتصور أن هدف حياتك بعيد في نهاية العمر ..كلا فهو فيك الان .لو كان هدف حياتي غير موجود منذ الان
لما كان لي هدف لا العام المقبل و لا حتى في نهاية حياتي .

كثيراً ما يبحث الإنسان عن هدف حياته خارج ذاته ، بمعنى إنه يسأل من حوله عن معنى الحياة .لكن
الحقيقة هي أن هدف حياتنا كامن فينا و كل من يملك القدرة على أن يتعمق بدرجة كافية في ذاته يستطيع أن يجد
هذا الهدف .

و هناك مشكلة تكمن في أن البعض ينتظر ليطلع على هدف حياته بصورة كاملة فيبدا في السعى لتحقيقه .أي إنه
ما لم يملك البرنامج كله فهو لا يبدأ في محاولاة تحقيقه و هذا خطأ كبير يقع فيه كثيرون .فهدف الحياة يكتشفه
الإنسان بقدر ما يتقدم فيه ، لان الله لا يعطيني خطة عامة لحياتي ، لكنه ينير الطريق الذي أمامي مباشرة حتى
أرى الخطوة القادمة و حين انفذها يكشف لي الخطوة التي بعدها .مثل ضوء السيارة .أي انه غالبا ما يكون
عندي الضوء الكافي لإكتشاف ما يجب أن أفعله في أوانه .

لأن الإنسان لا يعرف نفسه إلا من خلال التجربة و بذلك يتبلور أمامه ما هو مدعو إليه .

تسألني عن معنى الحياة !فانظر أمامك و إسال هذا و ذاك .و لكن إذا وجدت طريقاً يناسبك فالق بنفسك في
العمق بكل طاقتك و كل ما فيك .
رد مع اقتباس