ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الجاذبية بين الكتل كذبة..وهذا الدليل
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 25-06-2009, 22:06
الصورة الرمزية salmanjor
salmanjor
غير متواجد
فيزيائي جـديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 5
افتراضي رد: الجاذبية بين الكتل كذبة..وهذا الدليل

إقرأ مذكرات أول رائد فضاء في تاريخ البشرية واجب عن السؤال التالي : هل كان ما يشعر به غاغارين جاذبية أم ضغط جوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أول رائد فضاء في تاريخ البشري
في الثامن من نيسان 1961 إجتمعت اللجنة الحكومية في مطار بايكونور الكوني ، و قرروا أن يكون رائد الفضاء الأول هو غاغارين و الرديف في حالة الطوارىء هو جيرمان تيتوف . في التاسع من نيسان أخبروني شفوياً بهذا القرار و فقط يوم الحادي عشر من نيسان ، أي قبل الإطلاق بيوم واحد أبلغت رسمياً بأنني سأكون أول رائد فضاء يحلق في سفينة فوستوك الأولى . و طرنا ليلاً إلى قاعدة بايكونور ومعنا في الطائرة طبيب وكذلك المدرب الشهير للطيران ، و معنا كان رديفي جيرمان تيتوف . و جاء اليوم السابق للإطلاق أمضيناه بكل هدوء واسترخاء و شريط موسيقى كان يلعب بصوت هاديء أراح أعصابنا . وفي المساء لعبنا البلياردو . و تناول ثلاثتنا ( أنا و الطبيب و جيرمان تيتوف ) طعام العشاء من الأنابيب كما في التحليق الفضائي . و أجروا لي فحوصاً طبية : ضغط الدم ودرحة الحرارة والنبض . كان ذلك في الساعة 20 : 21 مساء . و قيل لنا : اذهبا الى النوم . و هكذا ذهبنا للنوم ، أنا و تيتوف ، ورفضنا أن نأخذ حبوباً للنوم . و سرعان ما غرقنا في سبات عميق .
وبعد نصف ساعة دخل الطبيب وتأكد من أننا نائمان فعلاً . و في الساعة الثالثة جاء كوروليف وتأكد من نومنا . و في الخامسة والنصف صباحاً أيقظنا الطبيب من نومنا . وفي لحظة واحدة كنا خارج الفراش . وبعد التمارين الرياضية المعتادة تناولنا الفطور بواسطة الأنابيب . و تم فحص المعدات و عمل الفحوصات الطبية . كان كل شيء عادياً . ثم لبسنا البذلة الكونية من قطعة واحدة . وهي خفيفة ودافئة و بلون زرقة السماء . و ساعدني الرفاق في لبس البذلة الفضائية البرتقالية اللون ، والتي تسمح بحركات الجسم والقيام بمهماتها حتى وإن فشلت المركبة بالوصول الى المدار . و على رأسي وضعت الخوذة . وكان مقعد المركبة مزوداً بمظلة باراشوت خاصة . وكان هذا مهماً للغاية : في حالة اضطرار السفينة أن تهبط في مكان غير مناسب ، فإن المقعد سيقذف به إلى الهواء وعلى ارتفاع ليس بالكبير ، ثم يهبط رائد الفضاء بالبارشوت و منفصلاً عن المقعد ، بينما تتابع المركبة الفضائية هبوطها العادي .
وجاء مصمم المركبة الفضائية ( كوروليف ) ولأول مرة أراه قلقاً ومتوتراً ومرهقاً . ربما لعدم نومه في الليلة المنصرمة . و تدلت إبتسامة خفيفة من فمه الصارم . ويبدو أنه انتعش بعد أن لاحظ هدوئي وهدوء تيتوف . وجاء الباص و أجلسوني على المقعد المخصص للتحليق الفضائي والشبيه بمقعد قمرة المركبة الفضائية . وسار الباص سريعاً . و من البعيد شاهدتُ جسد الصاروخ الصاعد إلى عنان السماء والذي كان مزوداً بستة محركات . وكلما اقتربنا إزداد حجم الصاروخ وبدا كما لو أنه منارة . و رأيت رئيس المصممين ( كوروليف ) والمنظّر للطيران الكوني . كانا يقفان جنباً إلى جنب .
حتى أقرباء اللجنة الحكومية المخصصة لأول رحلة فضائية في تاريخ البشرية ، كانو هنالك . إضافة إلى مدير قاعدة الإطلاق ورجال الإطلاق العلماء والعاملون في التصميم وصديقي العزيز تيتوف . ودخلت على رئيس اللجنة الحكومية وقلت :-
الطيار غاغارين ، مستعد لأول تحليق كوني بالسفينة فوستوك . و أجابني : رحلة سعيدة ونتمنى لك النجاح . و قبل أن يرفعني المصعد إلى القمرة ، أعطيت بياناً للصحافة و لمحطة الإذاعة . و شعرت بطاقة فائضة بجسمي . و تخيلت أنني أسمع موسيقى الطبيعة : من حفيف الأعشاب حتى الرياح ولطم الأمواج العاتية على صخور الشاطيء . و ألقيت خطبة طويلة ، هذه بعض فقراتها :
" ماذا أستطيع القول لكم قبل الإنطلاق ؟ إن حياتي كلها تتقلص الى هذه اللحظة المهيبة الوحيدة ..... كل شيء عملته في حياتي مكرس لهذه الدقيقة .... و الآن لا يبقى للإطلاق سوى بضع دقائق ، أقول لكم يا أصدقائي الأحباء إلى اللقاء ، كما يقول كل الناس عندما يذهبون الى السفر "
ودخلت القمرة وأجلسوني على المقعد ، و أغلقوا الباب علي بكل هدوء .
كانت الساعة 07 ، 9 حين بدأ الإنطلاق . وسمعت شيئاً كالصفير ثم كالعويل . وعزفت المحركات الضخمة موسيقى المستقبل . و بدأ التسارع يترك أثاره على جسدي بشكل أقوى ، وكأن قوة خارقة بدأت تضغط جسدي على المقعد . وسمعت صوتاً من القاعدة الأرضية يقول : سبعون ثانية منذ الإطلاق . و أجبتهم : فهمت ، سبعون ثانية منذ الإطلاق . و جاء سؤال من الأرض : كيف تشعر ؟ أجبت حينها : كيف الوضع عندكم ؟ - كل شيء عادي .
كان لدي ثلاث قنوات للاتصال مع الأرض . واستطعت أن ارى سطح الأرض من النوافذ وهي تتباعد عني . و رداً على سؤال من الأرض ، قلت " أسمعكم بوضوح ، و أنا بحالة جيدة والطيران يسير سيراً حسناً و الضغط علي يزداد ( و وصل إلى خمسة أضعاف الجاذبية الأرضية ) وأنا أرى الأرض وأميز الغابات والغيوم " .وكانت أجزاء الصاروخ تتناقص الواحد بعد الآخر بعد إتمام مهمته . وأعطيت البيانات العلمية داخل السفينة : الضغط ، الرطوبة ، الحرارة . ودخلت المركبة مدارها ، ذلك الشارع العريض في الكون . ودخلت حالة انعدام الوزن الذي تعودت عليه فيما بعد وتمكنت من تنفيذ المهمات المرسومة . حللت نفسي من المقعد وسبحت في فضاء الغرفة . و كل شيء أصبح فجأة أكثر سهولة وأخف . و شعرت وكأن يديّ والقدمين وكل الجسد لا تنتمي إليّ . كل الأشياء غير المثبتة أخذت تسبح وتطير في كل إتجاه . وعندما يراقبها المرء يشعر أنه يحلم . حقيبة الكارتات وقلم الرصاص ودفتر الملاحظات ، كلها تسبح وتطير في هواء الغرفة و كأنما هي أشياء حيّة كما في خرافات الأطفال ، لانها كانت تبتعد عني لوحدها . و بضعة قطرات الماء المنسكبة من البربيش أخذت تتشكل على شكل كرات وبدأت أيضاً بالحركة سابحة في هواء الغرفة . و عندما تلمس جدار المركبة تبقى هنالك ملتصقة ، كما يفعل الندى على وريقات الزهور . وحالة انعدام الوزن لم يكن لها أي تأثير على قيامي بالمهمات المرسومة . واستطعت الكتابة بسهولة ، الجملة تلو الأخرى . وهكذا بدأت أصف كل شيء و كان حديثي يسجل على شريط صوتي . وأرادوا مني أن أصف الكرة الأرضية .
" تبدو تماماً كما كنا نراها من طائرة نفاثة على ارتفاعات كبيرة جداً ، وتظهر الجبال بكل وضوح والأنهار والغابات الكثيفة والجزر والشطآن " .
وحلقت السفينة فوق الإتحاد السوفياتي وغمرني شعور غريب ودافيء .... وللحظات إستيقظ في داخلي إبن الفلاح : فالسماء السوداء بدت مثل حقل معتنى به . و النجوم بها بدت مثل البذار ، كانت تشع لامعة وواضحة . وحتى الشمس كانت ساطعة بشكل غير عادي ، أقوى مائة مرة مما تبدو من الأرض . و كم كنت أتمنى أن أشاهد القمر و كيف يبدو في الفضاء الكوني . و لكنه للأسف كان بعيداً عن مجال الرؤية . وراقبت الأرض أيضاُ و بحارها . وهل يمكن رؤية الأرض كروية ؟؟ بالطبع عندما تطلعت الى الأفق .....لم أشعر بالملل ولا بالوحدة . وبعد قليل سأطير في الجزء غير المضاء في ظل الأرض . و عندما حلقتُ فوق النصف الغربي للكرة الأرضية أخذت أفكر في كولومبوس الذي اكتشف هذا العالم الجديد ، ولكن الإسم أعطي نسبة إلى إنريكو فسبوشي ، الذي أصح خالد الذكر بسبب تقرير كتبه عن العالم الجديد ( 32 صفحة ) . قرأت عن ذلك في أحد كتب ستيفان زفايج .
في الساعة 51 : 9 بدأ تشغيل أنظمة التوجيه الآلي وبدىء بتحديد الإتجاه إعتماداً على الشمس . اخترقت أشعة الشمس الغلاف الجوي الأرضي وأعطت للأفق ذلك اللون البرتقالي . ثم بدأ اللون بتحول إلى ألوان قوس قزح : أزرق فاتح و أزرق داكن و بنفسجي وأسود . و يا لها من ألوان تفوق الوصف .
في الساعة 52 : 9 كنت أحلق فوق K a p H o o r n . التحليق يسير عادياً وأنا بحالة جيدة والأجهزة تعمل بدون خطأ أو مشكلة . كانت فوستوك تطير بسرعة 28 ألف كم / ساعة . وأكلت وشربت بالرغم من أنني لم أكن بحاجة لذلك . ومرة أخرى ، فإن حالتي الذهنية وقدرتي على العمل كانتا تسيران سيراً حسناً . و كل شيء كان يسير آلياً وبتوجيه من الأرض . وكان بإمكاني أيضاُ أن أقود السفينة يدوياً وأحدد طيران وهبوط السفينة . وما علي في هذه الحالة سوى أن أقبض على جهاز التشغيل اليدوي .
ومن النوافذ كنت أرى النجوم واضحة كالألماس . وبالرغم من بعدها ، بدت أنها قريبة إلي .
في الساعة 15 : 10 : كنت أحلق فوق أفريقيا وتسلمت رسالة من الأرض بأن أجهز برنامج التوجيه الآلي لتهيئة الكوابح . أرسلت رسالة الى الأرض : التحليق عادي وأنا أتحمل حالة انعدام الوزن جيداً . الآن تحلق السفينة فوق الكونجو وفكرت في ذلك البلد وتذكرت باتريس لومومبا الذي كافح لأجل بلاده و قتله المستعمرون .
والآن بدأت بتحضير نفسي لمرحلة العودة والتي هي أكثر أهمية من الصعود الى المدار . والآن علي الانتقال من حالة انعدام ا لوزن الى حالة الضغط الكبير . و الآن هل ستعمل أجهزة وحدة الكبح ؟؟ حقاً إنها للحظات عصيبة . ثمّ حددت موقع السفية إستعداداً لحالة الطوارئ والقيادة اليدوية إن لزم الأمر .
في الساعة 26 : 10 بدأ الجهاز الآلي لتشغيل الكوابح التي عملت بشكل ممتاز . ونجحت فوستوك في تقليل سرعتها وانزلقت من مدارها لتأخذ المسار الإهليليجي باتجاه الأرض . الآن دخلت السفينة الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي . وجراء الاحتكاك ارتفعت درجة حرارة الغلاف الخارجي للمركبة فوستوك ( و وصلت إلى 2000 درجة فهرنهايت ) بحيث أنني من خلال النوافذ الصغيرة كنت أشاهد التوهج الأصفر الضارب للحمرة لألسنة اللهب ، التي تحيط بالمركبة . ولكن الحرارة داخل القمرة كانت عشرين درجة مئوية .
وانتهت حالة انعدام الوزن ، فأخذت الضغوط المتفاوتة والمتزايدة تضغط جسمي على المقعد ، وبلغ الضغط عشرة أضعاف الجاذبية الأرضية ، هذا الضغط هو أكبر مما تعرضت له أثناء انطلاق السفينة باتجاه المدار ( أثناء التدريب تعرض غاغارين إلى ضغط في الكاروسل يعادل 13 مرة قدر الجاذبية الأرضية ) . وبذلك أخبرت القاعدة الأرضية وحدث دوران للمركبة وارتجاج أقلقني كثيراً ، ولكنه توقف لحسن الحظ بعد قليل وعملت كل الأنظمة بشكل جيد بحيث أني ولسعادتي بدأت أغني أغنيتي المحببة : " الوطن يسمع ، الوطن يعرف " . وأخذ الارتفاع عن الأرض يتناقص . و في الأسفل كان نهر الفولغا يتلألأ . وفي الحال تعرفت على النهر الروسي الكبير و شاطئيه . ها هنا تعلمت الطيران . كل شيء كان معروفاً لدي .
الساعة 10:55 : هبطت فوستوك سالمة في المكان الذي حدد لها ، في مكان يخص كولخوز " طريق لينين " . و قد كان ذلك كما في الروايات ، هبطتُ عائداً من الفضاء ، في هذه المنطقة حيث قدتُ لأول مرة في حياتي طائرة . ها قد مضى من الوقت ست سنوات . وتغيرت المعايير كثيراً . اليوم كانت سرعتي في المركبة مائتي مرة قدر سرعة الطائرة ، وارتفاعها أيضاً مائتي مرة قدر إرتفاع الطائرة . وعندما هبطت على الأرض الصلدة ، شاهدت إمرأة عجوز مع حفيدتها الصغيرة , وقفتا بجانب عجل وكانتا تنظران إليّ بفضول . ذهبت إليهما وهما جاءتا باتجاهي ، ولكن وكلما تقلصت المسافة بيننا أخذت خطواتهما تتباطأ.
رد مع اقتباس