
14-07-2009, 17:20
|
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الرياض-السعودية
المشاركات: 11,630
|
|
رد: الاحتباس الحراري .. الخوف من فوضى النظريات .. وسطوة الطبيعة
ولما كانت الكرة الأرضية كتلة هائلة، لا تتغير أحوالها العامة بسهولة ولا بسرعة، فإن تغيرها سيكون صعباً إصلاحه إذا ما حدث. وقد ظلت صالحة للعيش البشري بالظروف التي نعرفها اليوم، منذ 10 آلاف سنة، لكن المقادير التي ينتجها البشر، أعادت وتيرة تزايد الكربون في جوّها 400 ألف سنة. ولكن سرعان ما انبرت مجموعة من الجهات في البلدان الصناعية المتقدمة، المتضررة من أي قيد بيئي يلجم نموها الحر، لتجابه هذه التقارير، ولتنشر في الصحف دراسات ومقالات تناقض المعلومات التي قدمها علماء البيئة، ولتزرع الشك فيما قالوه.
واحتارت الصحف النزيهة، من تصدق؟ وانحاز بعض الصحافة إلى الفريق هذا أو ذاك، وخشي بعضها الآخر اتخاذ موقف، حالما ظهر صراع مصالح في الموضوع. وزاد الطين بلة أن تلك الصحف التي عرضت وجهتي النظر، سعياً في موقف موضوعي، أوحت وكأن هذا التوازن في مقالاتها، يعطي الموضوعية حقها، مع ان الأمر علمي لا صحافي، ولا بد من أن تكون للعلم فيه، لا للصحافة، الكلمة الفصل. وكانت الكفة في محافل العلماء راجحة بقوة لناحية الخوف على البيئة. ثم تعقّد الأمر أكثر، حين صار الموضوع سياسياً أيضاً، مع تنامي الأحزاب الخضر، التي صارت متهمة بتضخيم الحقائق لمصلحتها، وصار خصومها السياسيون متهمين باستصغار المشكلة، لخدمة أغراضهم.
وفيما كان الشك يتعاظم في حقيقة الأمر، كانت مقاومة المعالجة المطلوبة تشتد معه. حتى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وخصمه السياسي آل جور، الذي ترشح ضده للرئاسة الأمريكية سنة 2000م، وقفا على طرفي نقيض، فرفض الأول التزام معاهدة كيوتو لحماية البيئة وعطَّلها، لارتباطه بمصالح الصناعة كما قيل، في البلد الأكثر إسهاماً في إنتاج ثاني أكسيد الكربون، وحصل الثاني على جائزة نوبل، لوقوفه محامياً عن البيئة كما قيل، فيما كان خصومه يتهمونه بأنه إنما عارض الوقود الأحفوري لارتباطه بمصالح صناعة محطات الطاقة النووية، التي يهمها المبالغة في التخويف من الوقود الأحفوري.
|