
14-07-2009, 17:33
|
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الرياض-السعودية
المشاركات: 11,630
|
|
رد: الاحتباس الحراري .. الخوف من فوضى النظريات .. وسطوة الطبيعة
يرى البيئيون أن زيادة نسبة غازات الدفيئة في الجو بهذا الشكل المتسارع، هي المسؤولة عن تسارع وتيرة الكوارث الناجمة عن تبدل الأحوال المناخية، والمتزامنة معها. فسنة 1998م بدأت بعاصفة ثلج كاسحة، تركت 4 ملايين نسمة في مقاطعتي كيبك ونيو إنجلاند الكنديتين، بلا كهرباء. وسجل ذلك العام أول حرائق في الغابات الاستوائية في البرازيل والمكسيك. وشهد صيفه موجات حر غير عادية في المشرق العربي والهند وتكساس، وتوالت أيام الحر الذي فاقت درجته 38 درجة مئوية 29 يوماً، وهي مدة قياسية. وكان الجفاف في المكسيك في تلك السنة أسوأ ما مر بالبلاد في 70 سنة.
وفي السنة التالية 1999م، بلغ الجفاف في ولايات الغرب الأوسط والشمال الشرقي، أقصى الحدود المعروفة، وأعلنت حالة الكوارث في ست ولايات، ومات من الحر في هذه الولايات 271 شخصاً، وألحق الإعصار فلويد أضراراً بأكثر من مليون شخص في شمال كارولاينا. وفي الهند قتل إعصار هائج 10 آلاف شخص. وفي شتاء تلك السنة، أدى انزلاق الأرض وسيول المطر إلى قتل 15 ألف شخص في فنزويلا. واجتاحت أوروبا الشمالية عواصف في ديسمبر، لم يسبق لشدتها مثيل، وبلغت قيمة أضرارها 4 مليارات دولار أمريكي. ومرت على بوسطن، في الولايات المتحدة، 304 أيام من دون ثلج، وهي مدة قياسية.
وفي السنوات الماضية زادت وتيرة الأعاصير الهوج في خليج المكسيك، وشرق آسيا، واشتدت قوتها. وكان أشهرها إعصار كاترينا، الذي دمر في صيف 2005م، مدينة نيوأورليانز.
أما الصين فعانت تبدل المناخ، معاناة شديدة. ويقول العلماء، إن مواصلة استخدام الصين الفحم الحجري، بوتيرة استخدامه اليوم، ستزيد نسبة ثاني أكسيد الكربون %17 في غضون 20 عاماً. وفي سنة 1998م، فاض نهر يانغتسي الذي يقيم في حوضه 400 مليون نسمة، فغرق ألفا شخص، وتشرد 14 مليوناً، ومكثوا مدة بلا مأوى. ودمر الطوفان 11 مليون آكر من المحاصيل الزراعية.
وقد يظن بعض الناس أن كثيراً من هذه الكوارث لا ينم عن ارتفاع في درجة الحرارة، بل عن هبوطها، وأن هذا الأمر يفسد نظرية الاحتباس الحراري. ولكن البيئيين يقولون بسرعة إنهم أكدوا منذ بدايات انتباههم إلى هذه القضية، إن الاحتباس الحراري، وإن كان يعني حرفياً ازدياد معدل الحرارة على سطح الأرض، فإن ذيوله لن تقتصر ببساطة على موجات الجفاف والحر. إذ ان اختلال النظام البيئي نتيجة الاحتباس الحراري سيؤدي حكماً إلى أن تتخذ الأحوال الجوية طابعاً أكثر عنفاً، بما في ذلك ازدياد البرودة الموسمية وصولاً إلى احتمال دخول مناطق شاسعة من الكرة الأرضية في عصر جليدي جديد.
|