ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #199  
قديم 22-07-2009, 12:49
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

رمي الجمار

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح) ..أم الفحم ..فلسطين

الحجارة أغنية الحياة عند بوابة المخيم ، بها تتغنى ارادة الحياة وتحقق ذاتها ، وتؤكد اصرارها على حقها في السيادة على أرضها ، وعلى ادارة دفة المصير في ربوع هذه الأرض الطيبة .
الحجارة كانت أداة ابراهيم ( أبو الأنبياء ) عليه السلام ، لما صدى بها للشيطان الذي راح يعترض طريق ارادة الحق ونزوعها نحو الفداء ، والحجارة اليوم في أرض الاسراء والمعراج أداة الارادة الفلسطينية الواعية والفاعلة في اتجاه الحق والخير والمجد والسؤدد .
لقد كان رمي الجمار نموذجا جهاديا تطبقيا ، بدأ تطبيقه بأبي الانبياء ، ليدخل الرمي للجمار في العقيدة الاسلامية ، وينمو في العقلية المؤمنة ضرورة تقتضيها سطوة الحق في الحياة الدنيا ، والزاما يتحتم على المسلم نفاذه جهدا يبذله في فعل المقاومة والتصدي للظلم والعصف والقهر والاستبداد ، ولكل محاولة اعتداء من جانب الشيطان على حرية الارادة المؤمنة بحقها في ممارسة ايمانها بعدالة قضيتها .
وما تداخل رمي الجمار في ركن أصيل من أركان الاسلام وهو الحج الا ليكون الرمي فعلا عقائديا أصيلا واجب النفاذ صونا للشرف الانساني ، وحفظا للاتجاه بالحياة وطاقاتها المادية والفكرية الكامنة فيها نحو الحق والعدل والحرية ، وذلك كله انما يقتضي بالضرورة توفير أداة الرمي ، ومن ثم الرمي حتى يتم للمسلمين دحر الشيطان وفلول ظلامه وظلماته التي تزحف واياه ومن حوله ومن خالفه .
وأما أداء حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمرات، فذلك تكرار الفعل الذي يجعل من معاني الفعل اياه تستطرق في أفعال المؤمنين عبر الزمان ، وفي كل مكان يتوجب فيه الصدام مع الشيطان . وما تكرارية الأداء الجماهيري لرمي الجمرات ، الا وتعني وجوب استجابة الجماهير الشعبية المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها وانبعاثها ، بكل طاقاتها في اتجاه واحد نحو بذل طاقاتها في أفعال جهادية تتساند في فعل واحد هو فعل المقاومة الضارية لعدو الاسلام والمسلمين .
وليست النكوصية في الذود عن حياض الأوطان الا دليل عجز عن استحضار المعاني العظيمة لرمي الجمار . وهي المعاني التي يتوجب توظيفها في السلوك الانساني الهادف الى تدمير العلاقات الظالمة داخل المجتمع ، والهادف أيضا الى توفير الأمن للجماعة الاسلامية ، وذلك من خلال سحق كل محاولة عدوانية شيطانية على هذه الجماعة أو على أوطانها .
ان السلبية يا أيها الناس دليل غياب العزم الايماني على تنفيذ آيات القرآن الكريم فعلا جهاديا يرسم اطلالة الفجر الجديد كرامة وعزة وفخارا .
ان رمي الجمار عمود من بين أعمدة متينة يقوم عليها بنيان المدرسة الجهادية في الاسلام . وهي مدرسة عظيمة ، تخرج منها رجال ونساء ، جعلوا الحرية تهب من قلب القرآن الكريم لتصدح في مشارق الأرض ومغاربها عدلا وخيرا وسعادة ، فها هو أبو بكر يدفع بجند الله في كل اتجاه والى فلسطين ويدنو من عمرو بن العاص يقول له ( كن عادلا واقلع عن الشر والظلم فالامة التي لا تحكم بالعدل لا يمكن أن تفلح وتنتصر على أعدائها ) ، ويأتي عمرو غزة ويطرد الاستعمار الأجنبي منها ويثبت راية الاسلام فوق ربوعها .
واسألوا قيسارية عن جند الله وعن معاوية ، واذكروا شرحبيل بن حسنة جيدا في كل حين تذكرون فيه بيسان ، ولا تنسوا يبوس ، أورسالم ، مدينة سالم ، أول الموحدين بالله في هذه المدينة التي يكاد يكون ترابها من لحوم الرجال ..
وتسألون ما يبوس ، ومن بناها ، أقول لكم اليبوسيون هم من وضعوا أول حجر في بنيانها ، فهي لنا ، كلها لنا . هي بيت المقدس ، وهي ايلياء وهي القدس حبيبة المسلمين . بين أحضانها يتربع المسجد ، ومن أحضانه عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء ، ومن حب الله وحبها انبثق الوفاء والعطاء والفداء .
فهذا شيخنا حسن سلامة عانقت روحه الطاهرة روح الشيخ عبد القادر الحسيني حبا في الله ومن أجل حياة العزة والفخار على أرضها ، وهذا أبو عبيدة وعمر بن الخطاب وصلاح الدين كل يدق على أبوابها ، وانظروا هذا سيف الدولة يتصدى للغزوات الأوروبية ويظل يصول ويجول من أجلها .
وفي يعبد قف يا مسلم واقرأ الفاتحة على روح الشهيد الشيخ عز الدين القسام فعلى ترابها الغالي فاضت روحه وهو يقاتل الاستعمار البريطاني . وقالوا مات ، لكن الشهداء عند ربهم يرزقون .
وكان تم في زمان عمر تطهير أرض فلسطين من الشيطان وزمرته ، وجعل الفاروق علقمة بن حكيم على نصف فلسطين وأسكنه الرملة ، وجعل علقمة بن مجزز على نصفها الآخر وأسكنه ايلياء . وقامت دولة فلسطين ترفرف فوق ربوعها رايات الاسلام وتعمر فيوضات الانسانية العلاقات بين الناس ، وتغني نسائم الحياة العدل والحرية .
وكانت الحرية السياسية ميزة أساسية يمتاز بها نظام الحكم ، وكانت الحرية الاجتماعية تأصيلا حقيقيا ومباشرا للممارسات الاسلامية لأبناء فلسطين .. واليوم وفي هذا الزمان الأغبر نجد الشيطان يتساءل كيف ومتى كان للعرب وللمسلمين دولة في فلسطين . ولا يجب أن ننسى حنظلة وهو يقول : ( أنا حنظلة من مخيم عين الحلوة أبي من فلسطين .. وعد شرف أن أظل مخلصا لقضيتي وفيا لها ) ، فأبواب عين الحلوة وشوارعها وبيوتها ، تحكي لك كلها ملحمة الخلود ، ملحمة البطولة والاستشهاد ، التي قادها الشيخ الحاج ابراهيم امام مسجد عين الحلوة ..وفي زمن كان فيه الفلسطينيون يجتاحون الاجتياح الاسرائيلي للبنان ، وكانت معارك المقاومة الفلسطينية في عين الحلوة ضارية ، وكان الشيخ ابراهيم نموذجا جهاديا أصيلا ومتألقا للقائد الذي يعرف الحق والحقيقة ولا يساوم ، ويرتضي الجنة يدخلها من باب الاستشهاد ، ولا يرتضي لأطفال فلسطين في عين الحلوة الا المقاومة حتى الرمق الأخير من الحياة ليكون اللقاء في الجنة .
وليتحطم صلف العدوان على الانسانية ، ولتنغرس عين الحلوة وبطولاتها في أعماق الفقراء والمحرومين من أبناء فلسطين ، ولتتوحد الآلام والدماء الزكية الطاهرة التي سالت من جراحات فلسطينية في كل بقاع العالم لتتصاعد كلها بابن فلسطين نحو الثورة على الظلم .
وتعود تلك الدماء تعانق دماء الأحرار من أبناء فلسطين في شوارع المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية في الضفة والقطاع . فسيل الدم قد طوى الخوف ودمره وحقق للانسان الفلسطيني ارتقاءه روحيا في ذاته كان له كنزا لا يفنى وقوة دافعة جعلته ينتفض كما الآساد الضواري ليدخل حربا شعبية ضارية ضد الاحتلال الصهيوني ..وكلما دخل شهيد الجنة زادت دماؤه العزم مضاء والايمان رسوخا وفعل المقاومة طاقة يبذلها الأحرار في الاصرار على تحقيق الاستقلال الوطني ، فهكذا زادت مواكب الشهداء شعلة الحرية ضياء ، فاذكروهم جميعا ، اذكروا أبا جهاد وأبا اياد ويحيى عياش ، ....، فكلهم في جملة الاصرار على الحرية التي صدح بها سيد الشهداء ياسر عرفات وهو منتصب القامة على تراب فلسطين وعيناه تنبسط صوب القدس ، وهو يهتف بالجموع الشعبية " على القدس رايحين شهداء بالملايين " .
وليس عجبا أن يكون هناك من الناس من يدافع عن حريته وانسانيته ، ولكن العجب كل العجب والغرابة كل الغرابة أن يكون هناك حيوان مفترس في شكل ابن آدم يمارس العدوان على الآخرين ويزعم لنفسه وأمام الناس أنه من بني الانسان .
ولا تقل لي بأن هناك أكثر بشاعة من الاستعمار الاستيطاني ، وذلك لأن هذا الاحتلال يستهدف فرض السيادة على الأرض واستلاب الانسان جهده وحياته ، كأنما قوانين الوحوش في الغاب هي دستوره خلال تعامله مع الآخرين ، فلا عرف التاريخ بشاعة بمثل بشاعة هذا النوع من الاحتلال ، ولا ألد عداء للانسانية من الاحتلال عدو الحرية ، فاذا كان الاحتلال ، انتفت الحريات كلها وأصبحت الانسانية معذبة مهددة بالزوال ، فاذا قامت ارادة الانسان بدور الوفاء للانسانية فلا أقل من الحجارة ترمي بها أعداء الحرية وأعداء الانسانية ، وأعداء الحياة العزيزة الكريمة .