ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - انا العبد
الموضوع: انا العبد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2009, 19:36
الصورة الرمزية فيزياوي2005
فيزياوي2005
غير متواجد
مسجل في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 190
افتراضي انا العبد

قصيــدة أنا العبــد الـذي كسـب الذنوبــا لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني الاندلسي




أنا العبد الذي كسب الذنوبا # وصدته المعاصي أن يتوبا

أنا العبد الذي أضحى حزيناً # على زلاته قلقاً كئيبا

أنا العبد الذي سطرت عليه # صحائف لم يخف فيها الرقيبا

أنا العبد المسيء عصيت سراً # فمالي الآن لا أبدي النحيبا

أنا العبد المفرط ضاع عمري # فلم أرع الشبيبة والمشيبا

أنا العبد الغريق بلج بحرٍ # أصيح لربما ألقى مجيبا

أنا العبد السقيم من الخطايا # وقد أقبلت ألتمس الطبيبا

أنا العبد المخلف عن أناسٍ # حووا من كل معروفٍ نصيبا

أنا العبد الشريد ظلمت نفسي # وقد وافيت بابكم منيبا

أنا العبد الحقير مددت كفي # إليكم فادفعوا عني الخطوبا

أنا الغدار كم عاهدت عهداً # وكنت على الوفاء به كذوبا

أنا المهجور هل لي من شفيعٍ # يكلم في الوصال لي الحبيبا

أنا المضطر أرجو منك عفواً # ومن يرجو رضاك فلن يخيبا

أنا المقطوع فارحمني وصلني # ويسر منك لي فرجاً قريبا



فوا أسفي على عمرٍ تقضى # ولم أكسب به إلا الذنوبا

وأحذر أن يعاجلني مماتٌ # يحير لهول مصرعه اللبيبا

ويا حزناه من نشري وحشري # ليومٍ يجعل الولدان شيبا

تفطرت السماء به ومارت # وأصبحت الجبال به كثيبا

إذا ما قمت حيراناً ظميا # حسير الطرف عرياناً سليبا

ويا خجلاه من قبح اكتسابي # إذا ما أبدت الصحف العيوبا

وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ # أكون به على نفسي حسيبا

ويا حذراه من نار تلظى # إذا زفرت فأقلعت القلوبا

تكاد إذا بدت تنشق غيظاً #على من كان معتدياً مريبا

فيا من مدّ في كسب الخطايا # خطاه أما بدا لك أن تتوبا

ألا فاقلع وتب واجتهد # فإنا رأينا كل مجتهدٍ مصيبا

وأقبِل صادقاً في العزم # واقصد جناباً ناضراً عطراً رحيبا

وكن للصالحين أخاً وخلاً # وكن في هذه الدنيا غريبا

وكن عن كل فاحشةٍ جباناً # وكن في الخير مقداماً نجيبا

ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ # تكن عبداً إلى المولى حبيبا

فمن يخبر زخارفها يجدها # مخادعةً لطالبها حلوبا

وغض عن المحارم منك طرفاً # طموحاً يفتن الرجل الأريبا

فخائنة العيون كأسد غابٍ # إذا ما أهملت وثبت وثوبا

ومن يغضض فضول الطرف عنها # يجد في قلبه روحاً وطيبا

ولا تطلق لسانك في كلامٍ # يجر عليك أحقاداً وحوبا

ولا يبرح لسانك كل وقتٍ # بذكر الله ريّاناً رطيبا

وصل إذا الدجى أرخى سدولاً # ولا تكن للظّلام به هيوبا

تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً # فقدت به المعاشر والنسيبا

وصم مهما استطعت تجده رياً # إذا ما قمت ظمآناً سغيبا

وكن متصدقاً سراُ وجهراً # ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا

تجد ما قدمته يداك ظلاً عليك # إذا اشتكى الناس الكروبا

وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ # طليق الوجه لا شكساً قطوبا

فيا مولاي جد بالعفو وارحم # عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا

وسامح هفوتي وأجب دعائي # فإنك لم تزل أبداً مجيبا

وشفِّع فيّ خير الخلق طراً # نبياً لم يزل أبداً حبيبا

هو الهادي المشفّع في البرايا # وكان لهم رحيماً مستجيبا

عليه من المهيمن كل وقتٍ # صلاة تملأ الأكوان طيبا








منقول
رد مع اقتباس